الرفيـق سـليمان كتـاني
أديباً ، مؤرخاً ، كاتباً
وقومياً اجتماعياً تميّز ايماناً ووعياً ومناقب
الحديث عن الرفيق سليمان كتاني لا يختصر في صفحات قليلة . حياته الغنية بالعطاءات الادبية ، كتبه ، وكثير منها حازت على جوائز ، حفلات التكريم التي اقيمت له في لبنان والخارج ، فهذه كلها " تستحق كتاباً مفصلاً لوفاء حقه " كما قالت
" اللجنة الثقافية في بسكنتا والجوار " في الكراس الذي وزعته في حفل تكريمه ، والذي منه نورد المعلومات ادناه .
عرفت الرفيق سليمان ، اولاً عبر ابن شقيقته ، الرفيق الدكتور عساف نعيمة ، الذي خسرناه باكراً وكان كتلة اخلاص ومناقب والتزام قومي اجتماعي ، ثم في زياراته الكثيرة الى الامين نواف حردان ، شبيهه في الادب والتاريخ والكتابة وفي التميّز القومي الاجتماعي ، كما في زياراتي الى دارته في بسكنتا ، اتفقده وقد بات مقعداً ، وانحني بكثير من الوفاء والحب امام جبروت انتاجه ، ودماثته ورفعة مناقبه .
حيـاتـه
- ولد الرفيق سليمان كتّاني في امريكا - ولاية ماين ( Maine ( . مدينة كاريبو (Caribo ( سنة 1912 .
- حمله والده يوسف ، وامه دليلة الى بلدتهما بسكنتا ، وهو في الثانية من العمر .
- تناول دروسه الابتدائية في مدارس بسكنتا ، وباكراً نقله الاب الى معهد عينطورة ، فأمضى فيه سنة واحدة ، ثم انتقل الى معهد الحكمة في بيروت حيث تابع ونال شهادة الفلسفة بامتياز سنة 1932 .
- أساتذته : العلامة الخوري روفائيل البستاني ، والاستاذ طانيوس ملحمة ، والاب فيليب السمراني ، وكان ينسلُّ الى الطابق العلوي من المعهد ، ليزور العلامة الشيخ عبد الله البستاني الذي توفي في معهد الحكمة .
- اعتنق العقيدة القومية وانضوى في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي على يد الزعيم انطون سعاده عام 1933 .
- عضو في اتحاد الكتاب اللبناني منذا العام 1987 .
- اقترن من ايلان قرباش من ذوق مكايل منذ العام 1941 .
- بعد تخرجه ، انخرط في سلك التعليم ، سحابة عشرين سنة ، وتقلّب في مدارس عدة منها : مدارس دير الكريم في غوسطا ، مدارس بسكنتا ، معهد شارل سعد في كفرشيما ، المدرسة الوردية في سن الفيل .
- توقف عن تعليم الادب العربي ، الى معالجة اعمال زراعية خاصة في ملكهم في مزرعة " الخلّة " شرقي بسكنتا ، وراح يصدّر من فترة الى فترة كتبه المزدانة بأدبٍ أنيق ، وفكر عميق ، ومعالجات وفيرة الصدق ، محفوفة بالرصانة ، مما جعل بعضها يفوز بالجائزة الأولى ، أكان ذلك في العراق او في بيروت .
انتاجه هذا ، هو صورته الملونة بفكره ، ووحي عقيدته ، وديباجة ادبه ، وريادة اسلوبه ، واناقة كلمته ، وصدقه النفسي ، وخلقه المتين .
مـؤلفـاتـه
1- أملٌ ويأس ( تمثيلية ) :
هي باكورة ادبه ، 28 صفحة ، طبعة سنة 1932 .
كان المعلم سليمان كتاني ، يعمد الى تأليف مسرحيات صغيرة في نهاية كل سنة مدرسية ، يقوم بتمثيلها تلامذةُ المدرسة ، متوخياً من ذلك تمرينهم على خشبة المسرح ، أما الغاية من تمثيله " أمل ويأس " فهي الانتصار الدائم للأمل في صراع الحياة .
2- لبنان على نزيف خواصره :
يُشكّل الكتاب اطروحة ، في معالجة ريف من ارياف لبنان ( وهو بسكنتا ) ، ويبحث الناحية الاجتماعية والاقتصادية ، ثم يشير الى ان كل لبنان ينزف ، ان لم يركّز تركيزاً صحيحاً على اقتصاد موجّه ، ينبع من ارضه ومحاصيله ، ومن طبيعة جغرافيته ، المرتبطة بكامل بيئته .
انه كتاب يرمز الى كلّ نقص يُضعف من وجود لبنان ، وفي اي حالٍ ، على لبنان الواعي ان يتدارك هذا الواقع ، والكتاب مؤلف من 186 صفحة ، طبع سنة 1964 .
3- الامام علي نبراس ومتراس :
هو نتيجة مباراة ، اشترك فيها اكثر من عشرين اديباً عربياً ، تلبية لنداء عامّ ، وجّهته لجنةٌ في النجف الأشرف .
احرز الكتاب الجائزة الاولى ، وطبع في العراق عام 1967 ، ثم اعيد طبعه في بيروت ، كما ترجم الى الايرانية ، الباكستانية ، التركية والانكليزية في لندن .
كتاب " الامام علي نبراس ومتراس " ، سيرة نفسية ، عولج باسلوب لم يعرف حقل السّيرة مثله ، لقد قال رئيس لجنة المباراة الكتابية ورئيس جماعة العلماء في النجف الاشرف سماحة الامام الشيخ مرتضى آل ياسين : " لعل الكتاب بأسلوبه البلاغي اول كتاب في موضوعه جاء منسجماً مع شخصية لها مثل نهج البلاغة ".
كما تمكن الاديب كتاني في العنوان ان يرسم الامام بطلاً بسيفه ، وعقلاً منوّراً بنهجه . . وهكذا يحمل عنوان الكتاب كلّ بلاغة المعنى ، والكتاب مؤلف من 236 صفحة .
4- فاطمة الزهراء وتر في غمد :
طبع الكتاب في العراق وفي بيروت في آن واحد سنة 1968 وهو مؤلف من 192 صفحة .
كان وليد مباراة حققت الجائزة الاولى في كربلاء المقدسة . يشهد عنوان الكتاب ، ان فاطمة الزهراء ابنة الرسول الاعظم محمد ، وزوجة الامام الكريم علي . فهي وتر في غمد ، اي انها الرهيفة ، حرّكت على ثورة سحبت السيف من غمده .
يعالج الكتاب سيرة ناعمة ، اعتمدت الاسلوب القصصي المشوّق ، ولقد ركَّز في التعريف عن المرأة ، وكيف رافقت اباها النبي ، وزوجها الامام الاول ، وكيف ربّت ابنيها الامامين : الحسن والحسين ، وكل ذلك ضمن سياق مشرق واسلوب ادبي رفيع .
5- محمد شاطئ وسحاب :
طبع للمرة الاولى في بيروت سنة 1970 ضمن " سلسلة الخالدون " ، عن دار نشر للأمين منصور عازار . نهبت الدار والكتاب في الازمة اللبنانية القاسية ، ثم طبع للمرة الثانية في دار المرتضى في بيروت ، والكتاب مؤلف من 260 صفحة .
يجسّد الكتاب سيرة النبي العظيم ، بذائفة فنية ، واسلوب شيّق .
6- يسوع ابد الانسان :
طُبع سنة 1979 ، وهو مؤلف من 365 صفحة .
انه كتاب موازٍ لسابقه " محمد شاطئ وسحاب " ، وهو يؤلّف سيرة يسوع ، ويجسد المحبة في ابهى مظاهرها وجمالها على كثير من الكثافة ، التي تزين الانسان في مجتمعات الانسان .
عنوانه يدلّ اليه ، ومعناه ان يسوع هو ابد الانسان ، اي بدون المحبة التي عجن بها يسوع مجتمعات الانسان ، تتقلص هذه المجتمعات ، وتتلاشى في خيبات البغض والحقد الذليلين !.
7- جبران خليل جبران في مداره الواسع :
طبع في بيروت سنة 1973 ، وهو مؤلف من 381 صفحة .
وهو عمل تلفزيوني للقنال 11 ، ولهذه القنال حق اخراجه ، لأنها قامت بدفع بدل اتعابه .
يظهر الكتاب سيرة جبران الكاملة في ثلاث عشرة حلقة ، يتحفها ادب وفن .
8- مي زيادة في بحرٍ من ظما :
طُبع للمرة الاولى سنة 1984 ، ثم اعيد طبعه للمرة الثانية سنة 1990 ، وهو مؤلف من 335 صفحة .
مضمون الكتاب ، تسع حلقات تلفزيونية ، تحمل سيرة الاديبة مي زيادة ، وذلك في فنّ مسرحي أخاذ .
9- الجذور
طُبع في بيروت عام 1985 ، وهو مؤلف من 199 صفحة .
وهو بحثٌ في تظهير ادبي ، لأول مهد حضاري في العالم . يعنى به الاديب سـليمان كتاني المهد الحضاري الاول ، المحصور بحدود الهلال الخصيب ، منذ عهود السومريين ، الاكاديين ، البابليين ، الآشوريين ، الفينيقيين ، الذين هم جذور الأمة ذاتها التي لاتزال متمادية فوق ذات الارض التي هي باقية حتى اللحظة بابنائها في حقيقة وجدية الميراث .
انه بحث تحديدي ، تطبيقي في ماهيات نشوء الامم .
10- الإمام الحسن الكوثر المهدور :
طبع في بيروت 1989 ، وهو مؤلف من 164 صفحة .
وهو نتيجة مباراة نال الكاتب فيها الجائزة الاولى ، بواسطة مؤسسة آل البيت في بيروت .
اما سيرة الحسن هذه ، فهي معالجة ممتازة لنهج الامام ، الاخلاقي والاجتماعي ، حيث تنازل عن الحكم في سبيل رأب الصدع وحقن دماء الامة ، وجعل السياسة صائنة للمصلحة العليا في عدم هدر الطاقات الانتاجية والروحية على السواء ، وجمع العراق والشام توحيداً للأمة .
11- ميخائيل نعيمه بيدر مفطوم :
طُبع في بيروت عام 1990 ، وهو مؤلف من 371 صفحة . يحمل الكتاب الجدة والرصانة ، والنقد المجرد .
ما نشط النقد فيه إلا لأن ميخائيل نعيمة الاديب الكبير تعلق بمبادئ فلسفية – غيبية – قللت كثيراً من اهتماماته القومية الاجتماعية .
ما عدا ذلك فإن في الكتاب تقييماً لملكة ادبية عزيزة المثال ، يتمتع بها قلم ميخائيل نعيمة ، وبشكل خاص وهو يعالج القصة معالجة وصل بها الى قمة من قمم الفن .
12- الامام الحسين في حلّة البرفير :
طبع في بيروت سنة 1990 ، وهو مؤلف من 176 صفحة .
كتاب الامام الحسين من ذات العجينة التي خُبز بها رغيف الإمام الحسن ، ولكن بدلال آخر ، يساوي دلال العنفوان الذي تسربل به هذا الامام الشهيد ، مقدماً على بذل الدم في سبيل المحافظة على نبل النفس ، وهي في كل حال ترفض حياة الذل ، وما ذلك كلّه إلا في سبيل تقديم القدرة الحية للأمة .
مؤلفاته المخطوطة
1- محاكمة هارون الرشيد :
مسرحية ، يحاكم فيها الاديب كتاني اميراً كبيراً من امراء الإسلام في العصر العباسي ، ويتمنى له الاحاطة بمداليل العدل ، وكل حق من حقوق الامة بعيداً عن استعباد الناس ، والفتك بالابرياء .
2- طابخ السمّ آكله :
مسرحية منسولة من بلاط هارون الرشيد ، ومؤادها ان الخليفة موسى الهادي ، اراد ان يوحي بالخلافة لابنه جعفر ، لا لأخيه هارون الرشيد ، وعزم على الفتك بامه والوزير يحيى البرمكي ثم بأخيه ، فأدركت الام نية ابنها الهادي ، واكتشفت انه اهداها أكلة مسمومة ، فأرجعت اليه السم ، بيد جارية رائعة في بلاطه ليأكله وهكذا اكل السم طابخه .
3- المهلّب بن ابي صفرة :
عمل تلفزيوني ، طلبه المخرج التلفزيوني الاردني ، عدنان الرُّمحي ، اما المهلّب فهو قائد عظيم عاش زمن ايام الحجّاج بين يوسف ، واستلم مقدرات الشرق العربي كله ، وكان بخلاف الحجّاج ، متروياً وموزوناً ، ومقتصداً جداً بهدر الدماء ، وهذا ما جعل المؤلف مقدراً لقيمة الرجل .
اليها ، ثمة سلسلة من المقالات ، والدراسات الادبية ، والمعالجات الرصينة الهادفة ، والقصص الرشيقة .
اعماله هذه ، بذات القيمة الادبية المتصف به اديبنا الكبير سليمان كتاني .
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق