خطـاب الزعيـم في حفل للرفيقات القوميـات الاجتماعيـات عام 1938 (*)
ليس العمل القومي وقفاً على الرجال. لن يكون العمل قومياً حتى تشترك فيه المرأة وتكون عضواً عاملاً فيه. وإنني عندما فكرت بإمكانيات رجال سورية، فكرت ايضاً بإمكانيات المرأة السورية، التي كانت في أدوار تاريخنا الخاص، عاملاً أساسياً في تقدمنا ورقينا، وفي تلك المدنية التي وزعناها على العالم.
قد يعجز الرجل أن يدرك بعقله ما تستطيع المرأة أن تدركه بقلبها. وكما يجب على الرجل أن يعمل في سبيل أمتنا، كذلك نريد المرأة أن تكون عضواً عاملاً في مجتمعنا. نحن في حاجة شديدة الى المرأة. إنني أهنىء السوريات القوميات، هؤلاء اللواتي قد ابتدأن هذه الحياة القومية، وفتحن السبيل لأخواتهن السوريات اللواتي نتوخى منهن أن ينضممن الى الحزب السوري القومي الاجتماعي بالاندفاع ذاته الذي صار مع الرجل.
إنني مسرور بهذا الاجتماع الصغير بعدده، والكبير بمعنوياته. اذا كان الرجال يشتغلون ويفكرون بعقولهم، فالنساء يفكّرن بقلوبهم وهذا التفكير الاحساسي أو هذا الاحساس التفكيري وهذا الاحساس المجرد من كل تفكير، هو شيء جوهري في كل نهضة، وبغيره لا نستطيع الوصول الى غايتنا.
ان لهذه الحفلة معنى كبير عندي، أشعر أنني مدين به لهن.. لقد عملن في السر وفي العلن بما يستطعنه لخدمة القضية القومية، وقضية الحزب، وكانت نتيجة ذلك، هذا السيف المقدم لي. وأعتقد أنه مقدم لي بفكرة جلية واضحة، وأنني أقبله أيضاً بفكرة جلية واضحة.
قد لا نستعمل هذا السيف في الحروب، ولكنه الرمز، إنه الرمز للقوة التي لن نبلغ أهدافنا بدونها.
إن قضيتنا ليست قضية منطق، فخصومنا يدركون أن لنا حقوقاً، ولكن هذا الإدراك لا يعطينا حقوقنا، فالحقوق هي نتيجة نزاع الجماعات. واذا لم نسترجع حقوقنا بالقوة فعبثاً نسترجعها، لذلك سنكون مستعدين للدفاع عن حقوقنا.
*- عن الاعمال الكاملة، الجزء الرابع، ص 54.
الخميس، 30 سبتمبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق