الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

فــؤاد ســلـيـمـان (3)

فــؤاد ســلـيـمـان
اديب مميز من ادباء النهضة
(القسم الثالث والاخير)


آثـاره
" قضى فؤاد سليمان ولم ير اسمه على كتاب من كتبه . وهو الذي كان قلقاً يريد جمع ما كتب ، في أواخر حياته ". وما جمع وطبع كان بعد وفاته . وتعليل ذلك قول له " لم يحن الوقت بعد لنشر كتاب اضع عليه اسمي . إن الادب تمزقات قلبية تصطرع في أعماق الانسان وتجارب نفسية يمر بها الأديب فيصورها معبراً بذلك عن آمال وأماني المجتمع وأين أنا من كل هذا ".
ولكن اعترافه بعدم بلوغه مرحلة النضج لم يكن سبباً جوهرياً لتخلفه عن تأليف كتاب . أما يوسف الخال فيرد قلة إنتاج فؤاد سليمان : " عاملان جعلا فؤاد سليمان يبخل بالكمية على إجادته بالنوعية : تشدده على ذاته ، وزواجه الباكر الذي شغله في إعالة اسرته . ولو انصرف للأدب لأعطى أكثر مما اعطى قيمة وكمية ، لذلك لم تتح له الفرصة على موهبته وإبداعه أن يكون مرحلة تاريخية ذات اثر عميق في تطور الأدب العربي المعاصر ".
وتركت عصبيته اثراً على نفسه في التأليف فقصر. " أنف أن يحبس قلمه في موضوع فيكب عليه – على قول عبد الله قبرصي – ويصرف الساعات الطوال متأملاً في إخراجه ، في تنسيق مصادره ، في فتحه وإغلاقه ".
ويمكن ترتيب آثار فؤاد سليمان وفق المخطط التالي :
- ما نشر مفرقاً في الصحافة وجمعته " لجنة تخليد ذكراه " بمساعدة أخيه الدكتور موسى سليمان ، وطبع في آثار اربعة : " درب القمر "، " اغاني تموز "، " تمّوزيات "، "، " القناديل الحمراء ".
- ما كتبه من مقالات صحفية وهو محفوظ ولم ينشر ويحتوي على مقطعات نقدية ادبية واجتماعية .
- ما كتبه وضاع : أطروحة عن جبران في معهد الآداب الشرقية .
ونشير الى كتاب زعمت مجلة " الجمهور " أن فؤاد سليمان قرر طبعه عن ميخائيل نعيمه يدرس فيه ادبه ، ويردّ على الانتقادات التي ذكرت عنه حين وضع كتابه عن جبران . وليس ما يؤكّد أن فؤاد سليمان قد ألّف هذا الكتاب .
*
القسم الاول : كتبه المطبوعة
درب القمر : صدر للمرة الأولى عام 1952 (1) وكان اول كتاب يحمل اسم فؤاد سليمان . وضع مقدمته ميخائيل نعيمة وجاء فيها : " وها هو يحيا حياة جديدة في ما اقتنصه قلمه من عميق مشاعره وجميل خواطره ". يقع في حوالي مائة وستين صفحة . يحتوي على إحدى وعشرين قطعة مؤرخة بين 1936 و1951 (2) خمسون صفحة منها : لوحات تستلهم حياة الريف باسلوب شاعري وجداني طابعه التصوير الفني والتفجع على مأساة خراب القرية . وما تبقّى من مقطعات موضوعاتها مختلفة وأسلوبها واحد . محورها السياسة والدين والاجتماع .
وفي " درب القمر " حنين وألم وآراء فكرية وسياسية ونشدان مثالي لعالم جديد وإعادة شعرية مع تعليق لبعض الحوادث التاريخية وأحاديث عن " الميلاد " و" ومحمد " و" دليلة في التوراة " ورواية شعرية لمأساة مي زيادة ، وحوار على لسان الريحاني مع " ملوك العرب في الفريكة " ، ومقطوعة " بعد الخطيئة " التي لخّص فيها حكاية المرأة والرجل ، حكاية الإنسان منذ تكوّن الخليقة .
اغاني تمّوز : وبعد " درب القمر " صدرت له مجموعة قصائد نشرها في مجلات كـ " المعرض " و " المكشوف " و
" الجمهور " بين 1931 و1938 . ظهرت بعنوان : " أغاني تموز " سنة 1953 . ديوان يجمع أربعاً وعشرين قصيدة محورها المرأة والحب ، ويشيع منها الحزن والعذاب واليأس والبوح والذكرى والكآبة السوداوية والتشاؤم والشعور بزوال الشباب والارهاص بالموت . والديوان مهمور بمقدمة للدكتور موسى سليمان .
تموزيات : سبع وستون قطعة نشرت في " النهار " تحت زاوية " صباح الخير " بين سنة 1949 وسنة 1951 . كتب مقدمتها غسان تويني ، احد رفقاء صراعه ، بعد ان اصدرت للمرة الأولى عام 1953 . تبرز في هذا الكتاب موهبة " تمّوز" – وهو الأسم الذي كان يوقّع به مقطعاته – الصحيفة في النقد الاجتماعي اللاذع بما احتوى من موضوعات متنوعة تثير في قؤاد العصبية والاشمئزاز والتحدي عناصر نفسه الواحد في كلّ مقطعاته التمّوزية .
القناديل الحمراء : أو الجزء الثاني من " تمّوزيات ". مجموعة ثانية من مقالات كتبها فؤاد سليمان في " النهار ". تسع وخمسون قطعة هي تتمة لمضمون " تمّوزيات " صدرت مرة واحدة عن دار الحضارة 1963 . كتب مقدمتها أنسي الحاج ، وتناول بصورة مميزة تحليل أسلوب فؤاد سليمان . والكتاب آخر ما حبّره قلم فؤاد سليمان (3) .
*
القسم الثاني : ما كتبه وضاع
دراسة عن جبران (4) : وهي دراسة ذكرها عارفوه ولم تبلغنا ، ويستشفّ بعض مضمونها من اقوال جمعناها وأسئلة طرحناها على من كانت لهم صلة بالمؤلف .
يتحدث جبران جريج عن فؤاد سليمان فترة 1935 – 1936 يقول : " أخذ يستقر في بيروت . أكبّ على دراسته عن جبران. كان يجمع ما تيسّر له من نتف، من رسائل، من مقالات مبعثرة منشورة مستحوذة على كلّ حواسه ومشاعره " (5).
في 9 تموز 1943 يرسل الى نسيم نصر يقول : " أنا منكبّ على جبران . اهيئه اطروحه لمعهد الآداب في اليسوعية " (6).
ويسأله ثلاثة أسئلة حول جبران . ونشرت مجلة " الاجيال الجديدة " (7) جوابي ميخائيل نعيمة وشارل مالك على اسئلة فؤاد حول جبران المتعلقة بتأثره بالأدب الاميركي ، والمقارنة بين جبران وشكسبير ، وغوته ، وحول رأي الحاخام الاميركي فرانكلين الذي يدّعي يهوديّة جبران .
وقد اهلته هذه الدراسة لنيل أول شهادة من الاجازة في اللغة العربية في معهد الآداب الشرقية سنة 1944 كما جاء في ملفّه كمدرّس في الكلية الثانوية .
*
القسم الثالث : من آثاره
وضمن الأعمال الكاملة التي صدرت عن الشركة العالمية للكتاب ، هناك الاعمال التالية :
- يا امتي إلى أين : وهو مجموعة مقالات اجتماعية وسياسية .
- كلمات لاذعة : وهو مجموعة مقالات على نسق كتابه السابق " تمّوزيات ".
- في رحاب النقد : وهو مجموعة مقالات ودراسات ادبية نقدية تندرج ضمن مدرسة النقد الانطباعي الميال الى تحسس القيمة الجمالية والالتزامية للأثر الادبي .
- يوميات ورسائل : وهو كتاب مذكرات وتواصل مع اصدقاء معظمهم ادباء وشعراء وصحافيون .
- فؤاد سليمان بأقلامهم : وهو مجموعة مقالات ودراسات كتبها اصدقاء لفؤاد سليمان ونقّاد وباحثون تناولت كتابات
" تمّوز " من جميع النواحي الأدبية والاجتماعية والثورية والنقدية .
مقالاته وأبحاثه المنشورة في " الجمهور " و" المعرض " و " المكشوف " و" النهضة " " و" كل شيء " و" وصوت المرأة "
و " النهار " ولم تطبع بعد . وهي تقسم الى :
(1) - مقالات اجتماعية نقدية وسياسية .
(2) - مقالات ادبية تبحث في شؤون النقد والأدب والأدباء .

ويورد الرفيق سيمون الديري عناوين لمجموعة كبيرة من المقالات ، نرسلها لمن يرغب من رفقاء واصدقاء .

1- صادف هذا الكتاب رواجاً سريعاً . وترامى الى المهاجر فطلب أحد المهاجرين، يعقوب نقولا يعقوب، إعادة طبعه ، وبعث برسالة من كريستال فواز إلى غسان تويني في 3 تموز 1952 . فطبعت منه على التوالي طبعات اربع . الطبعة الاولى صدرت عن دار الاحد . الطبعة الثانية صدرت عن دار الثقافة 1955 . الطبعة الثالثة صدرت عن دار الحضارة 1962 . الطبعة الرابعة 1971 صدرت عن مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني .
2- معظم هذه المقطعات نشر في مجلة " الجمهور ".
3- استوحى من مؤاساة شقيقته له كلماته الاخيرة : " حكاية الليل الطويل يا قنديلنا الاحمر الصغير ".
" لا تنطفئ ، لا تنطفئ يا قنديل بيتنا الصغير
يا الذي انطفأت النجوم ولم ينطفئ
حكاية الليل الطويل يا قنديلنا الاحمر الصغير ".
4- أما كيف فقدت هذه الدراسة فلا يملك احد معلومات اكيدة . الاستاذ موسى سليمان يشير الى ان فؤاد كان يحملها دائماً . يقرأ منها مقاطع على مسامع تلامذته واصدقائه . وعدت لجنة تخليد ذكراه بايجادها . انفرط عقد اللجنة بعد اعوام .
5- معهد الآداب الشرقية ، بشخص الأب الارو المستشرق تراك ، لا علم له بوجود الدراسة .


6- الدكتور فؤاد افرام البستاني الذي يقول عنه الاستاذ موسى سليمان انه اشرف على دراسة فؤاد على جبران ، ينفي ذلك ولا يتذكر .
7- وجّهت نداءً في ملحق جريدة " النهار " الى من عرفوا فؤاد سليمان اذا كانوا يملكون بصيص ضوء عن الدراسة . لم يسفر النداء عن فائدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق