الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

الرفيق الشاعر شفيق عبد الخالق

عـن الرفيـق الشـاعـر شـفيق عبـد الخـالـق

في أكثر من مناسبة عممنا قصائد للرفيق الشاعر المهجري شفيق عبد الخالق ، المقيم في سان باولو ، وقد اشرنا الى انه من مؤسسي عصبة الادب العربي في البرازيل وسبق أن تولى رئاستها في الفترة 1983 – 1984 ، بعد أن عمل على تأسيسها الامين نواف حردان مع عدد من شعراء وأدباء المهجر البرازيلي فأبصرت النور عام 1978 ، فكان اول من ترأسها ، نذكر منهم على سبيل المثال الشعراء الراحلين نبيه سلامة ، الشيخ شـكيب تقي الدين ، فارس بطرس ، توفيق بربر ، عبد الكريم صبح ، والشعراء الرفيق يوسف المسمار ، خليل العقدي ، الرفيق شريف ابراهيم ، محمد ناصر ، أحمد القادري ، حسن عساف ، محمد الحنيني ، ابراهيم سلمان ، ميشال اليازجي ، المستمرين الى جانب الرفيق شفيق عبد الخالق في الابقاء على الشعر المهجري في البرازيل حياً رغم كل الصعوبات التي، منها توقف الصحف الصادرة بالعربية في البرازيل ، وابرزها " الانباء " للأمين الراحل نواف حردان التي خصصت صفحة كاملة ، اسبوعياً لشعراء المهجر .
*
فمن هو الرفيق الشاعر شفيق عبد الخالق .
- ولد الشاعر الرفيق شفيق عبد الخالق في بلدة مجدلبعنا ( قضاء عاليه ) .
- تلقى علومه في الجامعة الوطنية في عاليه وتخرج منها عام 1950 .
- غادر الوطن اواخر العام 1951 الى البرازيل حيث استقر في مدينة سان باولو .
- نظّم الشعر وهو في سن مبكرة ، والى جانب عمله في التجارة ثم الثابتة ، تابع اهتمامه بالأدب والشعر منصرفاً الى المطالعة .
- امتاز شعره بالثورة على الاوضاع وبالدعوة الى النهضة وتغيير المفاهيم البالية .
- ضمن سلسلة " قبسات من الادب المهجري " أصدر عنه الاديب نعمان حرب كتاباً تضمن دراسة عن شعره كما نشر له مجموعة كبيرة من قصائده .
- متأهل من السيدة سعاد المصري ، وله منها . رشيد ، نازك عقيلة الامين د . فادي عبد الخالق وفوزي .
- في حديث اجرته جريدة " الانباء " عام 1983 مع مدير المركز الثقافي السوري في سان باولو ، يقول الاستاذ سـلمان عزام في الرفيق الشاعر شفيق عبد الخالق : صاحب تعبير سهل ممتنع ، امتلك اللغة وصهرها وحوّلها الى مادة ليّنة ، ثم عاد فسكبها في قالب ممتع تسهل قراءته. وهذا السيل من الالفاظ العادية التي نجدها في قصائده انما يعبّر عن قدرته في مجال لغة الضاد ، قدرته على الخوض في بحورها والتجوال في سهولها واعماقها .
الى قصائده التي تعد بالمئات وقد نشر جزءاً منها الاديب نعمان حرب في كتابه المذكور انفاً ، فإن الرفيق شفيق عبد الخالق هو صاحب نشيد المغترب القومي الاجتماعي الذي نأمل أن ينجز أحد الموسيقيين تلحينه ، وكان عرض على الموسيقار الرفيق زكي ناصيف الا ان يد القدر كانت اسرع .
يتميز الرفيق الشاعر شفيق ، وقد عرفته جيداً اثناء اقامتي في البرازيل ، اولى عام 1976 – 1977 وثانية عام 1983 -1984 ، بصدقه ومناقبيته ووفائه لأصدقائه ، وسموّه النفسي في كل تعاطيه الحزبي ، وفي اوساط الجالية التي تكنّ له الكثير من الاحترام والتقدير ، وله حضوره اللافت في مناسباتها العامة ومشاركته بكلمات وقصائد .
هو ، ومثله شعراء وأدباء المهجر البرازيلي ، الراحلين منهم والأحياء ، يدعو وزارتي الثقافة في كل من لبنان والشام الى الالتفاف المسؤول ازاءهم فتنشر لهم انتاجهم وتشجعهم على ابقاء الادب المهجري حياً
* * *
نشـيد المغتـرب القومـي الاجتمـاعي

سـوريا عمر من المجد التليد وصراع هز اعطاف الوجود
شـعبك الطامح اطواد المعالي ونجـوم في متاهات الليـالي
سـوريانا منك ابداع الخلود يا دم في ثورة الجيـل الجديد
انـت ميـثـاق العهـود
وكـرامـات الجـدود
ونـداءات الشـهـيـد
وطن ما زال للمجد وسـاده صـانع التاريخ قومي الارادة
روّض البحر فجاب الشـفق وفـدى عليائه تحلو الشـهادة
فـصـمـود وقـيـادة
واعـتـزاز وسـيـادة
انـنـا جـيـل سـعاده
امـتي من بعثت شرعاً وحقا وفنـوناً من ضياء النور ارقى
معبد الشـمس ونور الشهب ثـورة النصر وسـيف العرب
وبسـطنا عَلَمَ التمدين شرقا وبـلغنا كبـرياء كل مـرقى
نحـن من ثقـف خـلقا
ورفضنا العيـش رقـا
ووهـبـنا الكون نطقا
نحن من علم بالحرف الزمانا واتخذنا فسحة الشمس مكانا
نحن تاريخ الحضارات المجيدة وبطولات الارادات العنيدة
قمم المجد امتداد من ذرانا اي شعب حمل الفكر سوانا
وفـداك سـوريـانا
قـد تحـدينا الزمانا
وسـقـيناك دمـانا
ومـن قصائده :
دفء الضلـوع

اترى تعود خمائل الادب الذي في بعث اندلس الـمهاجر يسهم
أم ينطوي علم الحجى ومنابر البيان تـهوي ، والنصاحـة تلجم
أتغيب انجمنا ويحجبها الـمدى والضاد من ادب المهاجر تـحرم ؟
هل تبقـى عصبتـنا اذا ادباؤها رحلوا ، وهل يبقـى كتاب قيّم
أم يأكل النسيان احرفها ولم يبق سوى الصمت الرهيب يـخـيم
اتعود شـمس الشعر بعد مغيبها أم ينتـهي دون الحصاد الموسم
ماذا يظل من المنابر بعـدنـا ؟ قطع من الاخشـاب لا تتـكلم
ومـدارس مقفـولة وجرائد مـحجوبـة ومكـاتب تتشـرذم
ويظـل للأدب اليتيـم جـماعـة لم يقرأو حرفاً ، ولم يترحّموا

* * *
رفيقي في الهنـاء وفي الشـقاء ونور في الظـلام وفي السـناء
تغذي بالحروف جياع نفـسٍ وتفتـح الـف باب من بـهاء
وجدتك حيـن لم يبق لي صديق ولا خـل ولا طـب لـدائي
فـأنـت لحامل البلوى مـلاذ ودفء وارتـياح في الـبـلاء
كأنك من شـغاف الروح جزء تـمازج في الضلوع وفي الدماء
اذا ضاق الرجاء وعيل صبـري وزاد توجعـي وطمـا عنـائي
رأيـت بك الحروف تهل بعثـاً يشـد بـمقلتي الـى العـلاء
خلقـت من الحروف وكل فكر توسـم بالطمـوح وبالعطـاء
ومن ليـل الاديب وكمن تفاني ليغـرس فيك اشـراق البقـاء

* * *

آذار يا عيـد الحيـاة وبعثـهـا

قـف فـي ربى الامجـاد فـي كنـف العلـى وارفـع علـى الوطـن الحبـيب شـعارا
واذا سـئـلـت فـقـل بـكـل تـفـاؤل آذار هــلّ فــكــرمــوا آذارا
وأرى الربـيـع بـشــهــر آذار الـذي أعطـى الـحـيـاة مـهـابـة ووقـارا
فــإذا بــآذار يــهــل مـنــائـراً جعلتـنـا في وطـن النســور كبـارا
مـا الـعيـد ان لـم تسـتنـر بسـنـائـه ويشــع في حلـك النـفـوس منـارا ؟
آذار يــا فـجــر الـصــراع وثـورة الجـيـل الـذي علمـتـه الاصـرارا
عـيـنــاك يــا آذار فـانـظــر أمـة لبـسـت شـقـاوات الـزمـان ازارا
وبـكـل قـطـر غـضـبـة وسـيـوفـنا صـدئـت وابـطال السـلام سـكارى
لا الارض حـررهـا الـنـظــام ولا مــن الـقدس الذبـيـحة اخـرجوا الاشـرار
عـفـواً أيـا بـلـفـور مـن نـزواتـهـم قـد نـافـسـوك مـذلـةً وصـغـارا
اعـطـيت قسـماً واكتـفـيـت وانـهـم اعطـوا البقـيـة خفـيـة وجـهـارا
غـامـرت فـي بـيـع الـكـرامـة مـرة لكـنـهـم بـاعـوا الـتراث مـرارا
* * *
آذار هـذي أمـتــي ومـصــابـهــا بـمـلوكـها . والـحاكـمون غيـارى
لـبـنـان عـاش خـصـامـه وصـراعـه الـقـتـال وامـتـهن الغـريـب ديارا
مــرحــى فـتــى آذار إنّـا قــدوة فـي البـذل تـهرق راعـفاً مـعـطارا
وعـلى خـطاك نسـير جيـشـاً ظـافـراً وبـوحـي عـزك نـدفـع الاخـطـارا
كـنـا بـخـط الـنـار افـضـل قـدوة بعـطـائـنـا والى الـردى نـتـبـارى
مـرحـى فـتـى آذار هـذا نـهـجـنـا نـفـدي الـنفـوس ولـن نخـون جوارا
يتـجـاهـلون حـقـوقـنـا وبـارضنـا زرعـوا الخـلاف تـنـاحراً وشـجـارا
انــا جـنــود قـضـيــة جـبـارة ســاوت وجـوداً لا يـلــوذ فـرارا
شــهـداؤنـا امـجـادنـا وتـراثـنـا كـانـوا بـبـذل دمـائـهم اخـيـارا
ان الـدمــاء وديـعــة تـعـطـى اذا الـوطـن اسـتـجار وتسـقط الاعذارا
وجـراحـنـا في النـائـبـات مـكـارم طـبـعت علـى وجـه العـلـى آثـارا
جــرح الـذلـيـل مـهـانـة وجـراح ابـطــال اعـزاء تـئــج شــرارا
* * *
آذار اقسـى النـائـبـات تـحـوطـنـا فـتـضاعـف الـنكـبـات والاكـدارا
طـوراً لـتـقـسـيـم الـبـلاد وتـارةً يتـنـاحـرون شـتـائـمـاً ونـقـارا
آذار يـا عـيـد الحـيـاة وبـعـثـهـا وصـراع جـيــل قـاوم الاعـصـارا
فـنـرى بعيـنـيك الربـيـع بشـائـراً ونـرى بكفـيـك الكـفاح شــفـارا
لـم نـتـخذ يـأس الحـيـاة شـعائـراً لكـن فضـحـنا الـوضـع والاسـرارا
لـن تضـعـف النكبـات من ايـمـانـنا امـا اسـتـبـد بـنـا الـزمان وجـارا
لنـا هـمـة ضـاق الـزمـان بـمـدها ومـنـاقـب ذرت الـعـقول حـيارى
ونـفــوس احـرار تـعــد مـذلـة الايـام كـفـراً ، والـخنـوع اسـارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق