الجمعة، 1 أكتوبر 2010

نازك العابد بطلة ورائدة ونجمة ميسلون وسوريا كلها

نازك العابد: بطلة ورائدة ونجمة ميسلون وسوريا كلها
اعداد الرفيق نهاد سمعان/ حمص


بتاريخ 16/06/2010 نشرنا النبذة الغنية عن المناضلة الاديبة السيدة ثريا الحافظ. من الرفيق نهاد سمعان تسلمنا النبذة التالية عن السيدة نازك العابد، وكان نشرها في جريدة "حمص" وفيها اضاءة جيدة عن "بطلة ورائدة ميسلون وسوريا كلها".
*



نازك العابد بلباسها العسكري عام 1920

لا تكاد تجد اليوم في سوريا من لا يعرف البطل الشهيد يوسف العظمة، لكن بالمقابل لا تكاد تجد مَن يعرف شيئاً عن البطلة الرائدة السيدة نازك العابد نجمة ميسلون وقمرها تلك السيدة التي منحها الملك فيصل رتبة نقيب واستشهد في حضرتها مقدام سوريا وزير الدفاع البطل يوسف العظمة عندما كانت معه في ميسلون تساعد الجرحى.
الصورة ليست عندي، إنها عند بشار، وكمبيوتر بشار له كلمة سرّ.

لماذا هذا النسيان لنازك العابد؟.. هل نسيها الكتّاب اليساريون لأن أباها كان باشا، ونسيها الكتاب اليمينيون لأنها كانت سبّاقة في نزع الحجاب والدعوة إلى التحرر؟ أم تناساها الناس لأن أفعالها كانت أكبر من إدراكهم في ذلك الزمان فوجدوا في بطولتها انتقاصاً من كرامة الرجال وتعدياً على ما اختصوا به من أعمال؟
المهم أننا نذكرها اليوم بفخر واعتزاز بكل صفاتها... بنت الأكابر... الكاتبة والأديبة.. الجريئة ... البطلة... أخت الرجال... النقيبة... نجمة ميسلون...الثائرة.. (نازك العابد)

ولدت نازك العابد في دمشق عام 1887 من أسرة دمشقية عريقة، والدها مصطفى باشا العابد من أعيان دمشق، كان متصرف الكرك ثم والياً على الموصل في أواخر العهد العثماني.. والدتها فريدة الجلاد وعاشت في كنفهما حياة رغيدة مريحة، أتقنت السيدة نازك الفرنسية والألمانية والإنكليزية بالإضافة إلى العربية، فأغنت بثقافتها الواسعة مجلتي العروس والحارس بمقالات تدعو فيها إلى تحرر المرأة ورفع مستواها وثقافتها، إلا أنها عندما أسست جمعية نور الفيحاء أصدرت مجلة بنفس الاسم عام 1920 تعنَى بشؤون المرأة وتحررها.. ثم أسست النادي النسائي الشامي الذي ضم نخبة سيدات دمشق..

منحت السيدة نازك رتبة نقيب في جيش المملكة السورية في زمن الملك فيصل فكانت من ضمن الفرقة التي ذهبت إلى وقفة العز في ميسلون بقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة، ويقال إنه توفي عندما كانت تحاول إنقاذه..

عادت البطلة نازك حية من ميسلون لكنَّ الفرنسيين أصدروا قراراً بنفيها إلى إسطنبول مدة عامين ولما عادت عام 1922 إلى دمشق لم تسطع أن تبقى متفرجة مكتوفة اليدين أمام الاحتلال فمارست حقها الشرعي بالمقاومة، لكن الفرنسيين كانوا يرصدون نشاطها وتحركاتها مدركين مدى خطورة هذه المرأة على أهدافهم ونواياهم.. فأعادوا نفيها لكن هذه المرة إلى الأردن.. لكنهم وبعد فترة سمحوا لها بالعودة إلى الديار بعد أن تعهدت لهم باعتزال العمل السياسي.. واختارت الغوطة مقراً لها مبتعدةً بذلك عن الأنظار والأضواء.. وفي العام 1925 وعندما اندلعت الثورة في سوريا كانت السيدة نازك مُعينة للثوار في الغوطة ومرشدة لهم بصمت وهدوء وخفية.

وفي عام 1929 تقدم للزواج منها الوجيه اللبناني البيروتي محمد جميل بيهم الذي مثل بيروت في المؤتمر السوري الأول الذي انعقد في دمشق عام 1920 حين أعلنت المملكة السورية ونصب الملك فيصل ملكاً عليها.. فقبلت السيدة نازك وانتقلت للإقامة معه في بيروت.

انتقال الوردة الدمشقية إلى بيروت لم يخفف من عزيمتها بل ازدادت نشاطاً في العمل من أجل النفع العام فأسست جمعيات ومنظمات اجتماعية عدة منها: جمعية المرأة العاملة، وميتم لتربية بنات شهداء لبنان وفي عام 1957. وعندما أصبحت في السبعين من عمرها أسست لجنة للأمهات تعمل على رفع مستوى الأم اللبنانية في مجالات الحياة كافة.

توفيت السيدة نازك في بيروت عام 1959 عن اثنين وسبعين عاماً قضتها في الجهاد والعمل النافع والدفاع عن قضايا وطنها فكانت رائدة في البطولة والتضحية والشجاعة والحكمة كما كانت في الوقت نفسه كمعنى اسمها في العربية السيدة الرقيقة اللطيفة (نازك).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق