الـرفـيق المحامـي والاعـلامي
عـفيـف صـعـب
بتاريخ 03/08/2010 نشرنا عن وفاة الرفيق المحامي والإعلامي عفيف صعب.
الحديث عن الرفيق عفيف، وعن الحضور المتقدم له في مدينة كابيماس، يطول: محامياً، وصاحب مدرسة وبرنامج إذاعي، ومهاجراً أوجد مساحة جيدة للحضور السوري، وساهم بفعالية في نشر التعاليم القومية الاجتماعية.
مستمراً على نشاطه إلى ان عاد نهائياً إلى الوطن، حيث أبى إلا ان يوارى الثرى حيث كانت ملاعب طفولته وشبابه.
جريدة "الانوار" كانت نشرت في عددها بتاريخ 19 آب 1988 هذا العرض عن الرفيق صعب، ثم كان لها حديث شامل بتاريخ 19/02/1994.
ننقل أدناه ما أوردته "الأنوار" بتاريخ 19 آب 1988:
المغترب المحامي عفيف صعب، أحد الوجوه اللبنانية المغتربة إلى فنزويلا، شق طريقه بنفسه، متكلاً على طموحاته التي حملها مع آماله الكبير، حين انتقل من بلدته الشويفات إلى فنزويلا، فعمل بكد ونشاط في الحقل التجاري، أرفقه بالعلم والارتقاء الثقافي.
أيام وسنوات تمر، تزيد قليلاً عن ثلاثين سنة في مغتربه ويأتي هذا الصيف إلى لبنان، ويقدم الحساب المعنوي والعلمي إلى أهله وأصدقائه.
فهو حائز على شهادة المحاماة من جامعة ولاية سوليا ويحضر دكتوراه دولة في الحقوق، يأمل الفوز بها في العام الحالي. لديه مكتبان للمحاماة الأول في مدينة ماراكيبو، والثاني في مدينة كابيماس وكلاهما في ولاية سوليا المشهورة بانتاج البترول. وهو أيضاً ترجمان محلف اما الدولة (عربي-اسباني).
إضافة إلى ذلك فقد أسس منذ أكثر من عشر سنوات معهد أدونيس (عربي-اسباني-انكليزي)مرخص له من وزارة التربية الفنزويلية، يتلقى العلوم فيه ثلاثماية تلميذ وتلميذة نصفهم أبناء الجالية العربية (لبنانيون-سوريون) ونصفهم الآخر فنزويليون، ولدى سؤاله عن مناهج التعليم باللغة العربية يقول الدكتور صعب: اننا نتبع مناهج وزارة التربية اللبنانية، والكتب تصلنا بواسطة السفالاة اللبنانيةوالسفارة السورية في كراكاس وكلها مجاناً.
ويساعد الدكتور صعب 15 معلماً ومصلحة بعضهم مغتربون والآخرون فنزويليون. ولما سألناه عن الغاية من فتح هذا المعهد والسير به في بلاد الاغتراب، اجاب صعب: قبل كل شيء غايتنا خلق شعور وطني (لبناني-عربي) لدى أبناء المغتربين، خاصة أولئك المولودون في فنزويلا ولا يعرفون شيئاً عن وطنهم ولغة الآباء والأجداد، وذلك من خلال تدريسهم اللغة والتاريخ والجغرافيا اللبنانية والعربية، مع التوجيه الوطني.
ويقول: لقد نجحت المهمة إجمالاً وأصبح التلاميذ يسألوننا أشياء عن مسقط رأس والد كل منهم، وأين تقع البلدات اللبنانية و العربية فنشرح لهم ذلك على الخريطة، وهذا شيء لم يكن وارداً في أذهانهم سابقاً. ويضيف: وقد أصبح هؤلاء في حسهم شعور نحو وطن الآباء والأجداد تواقون لزيارته.
بـرنـامـج اذاعـي
ونشاطات المغترب صعب لم تقف عند هذا الحد، فلديه أيضاً برنامج اذاعي باللغة الغ=عربية إضافة إلى اللغة الاسبانية وهو البرنامج الوحيد في كل فنزويلا، إذ ان الصعب يمتلك بطاقة رسمية من وزارة الاعلام الفنزويلية تجيز له البث الاذاعي، وقد اتخذت حكومة فنزويلا هذا التدبير بعدما كانت الامور في السابق تسير بغير تنظيم، ولم تعد تسمح لأي إذاعة على كل أراضيها بالبث من أي إذاعة خاصة أو رسمية إلا بتصريح رسمي والبرنامج يذاع من اذاعة راديو مارا في مدينة ما راكيبو ويتم التقاطه في معظم الاراضي الفنزويلية. ورغم ان البرنامج موجه الى المغتربين فإن الفنزويليين يستمعون إليه أيضاً، طبعاً من خلال البث باللغة الاسبانية.
والمغترب صعب يقدم برامجه الاذاعية منذ ثلاثين سنة، وأصبح مرجعاً إعلامياً يثق به المغتربون.
أما عن شؤون وشجون المغتربين فيقول صعب: إن معظم المغتربين في فنزويلا موحدو الكلمة والصف خاصة بالنسبة لقضايا الوطن. والطائفية لا وجود لها إلا مع قليلينجداً منهم، وأبناء الجالية يجتمعون باستمرار لبحث شؤون وشجون الوطن ويعمل هؤلاء لتأسيس ناد لبناني في ماراكايبو (3 ملاييننسمة) يجمع جميع المغتربين اللبنانيين وكل من يرغب من ابناء الجاليات العربية الاخرى شرط عدم الخوض في الشؤون الطائفية والسياسية اللبنانية والعربية.
ورداً على سؤال قال صعب: ان اكثر من ماية الف لبناني وعربي يحملون الجنسية الفنزويلية في أنحاء البلاد، وفي الرابع من كانون الاول المقبل سيدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية ومجلسي الشيوخ والنواب والبلديات والتي تتم كلها على في يوم واحد.
والمرشحون يعتبرونهم مركز ثقل في نجاح أي مرشح، ومن اجل ذلك معظم المرشحين يتقربون منهم ويزورون نواديهم على امل الحصول على أصواتهم.
ويقول الدكتور صعب: ان معظم المغتربين متجهون لتأييد الرئيس الاسبق الفنزويلي السيد كارلوس اندريه بارز حيث ان له ماض جيد بالنسبة للمغتربين إبان حكمه منذ عشر سنوات.
ويضيف صعب: أن في جامعات فنزويلا خمسين الف طالب لبناني وعربي في جميع الحقول العلمية ولا تعجب ان وصلت يوماً إلى أي مدينة في فنزويلا ورأيت أسماء أطباء ومحامين ومهندسين واقتصاديين وصيادلة ترتفع في لوحات المستشفيات والور التي تعنى بالشؤون المذكورة.
وختم صعب بقوله: أملنا كمغتربين أن تنتهي الحرب اللبنانية، ليس العسكرية فحسب بل كل ما على الارض اللبنانية من حروب، وان يعاد إلى لبنان استقراره وهدوءه، وإذ ذاك يبدأ دور المغترب نحو الوطن الأم.
عـفيـف صـعـب
بتاريخ 03/08/2010 نشرنا عن وفاة الرفيق المحامي والإعلامي عفيف صعب.
الحديث عن الرفيق عفيف، وعن الحضور المتقدم له في مدينة كابيماس، يطول: محامياً، وصاحب مدرسة وبرنامج إذاعي، ومهاجراً أوجد مساحة جيدة للحضور السوري، وساهم بفعالية في نشر التعاليم القومية الاجتماعية.
مستمراً على نشاطه إلى ان عاد نهائياً إلى الوطن، حيث أبى إلا ان يوارى الثرى حيث كانت ملاعب طفولته وشبابه.
جريدة "الانوار" كانت نشرت في عددها بتاريخ 19 آب 1988 هذا العرض عن الرفيق صعب، ثم كان لها حديث شامل بتاريخ 19/02/1994.
ننقل أدناه ما أوردته "الأنوار" بتاريخ 19 آب 1988:
المغترب المحامي عفيف صعب، أحد الوجوه اللبنانية المغتربة إلى فنزويلا، شق طريقه بنفسه، متكلاً على طموحاته التي حملها مع آماله الكبير، حين انتقل من بلدته الشويفات إلى فنزويلا، فعمل بكد ونشاط في الحقل التجاري، أرفقه بالعلم والارتقاء الثقافي.
أيام وسنوات تمر، تزيد قليلاً عن ثلاثين سنة في مغتربه ويأتي هذا الصيف إلى لبنان، ويقدم الحساب المعنوي والعلمي إلى أهله وأصدقائه.
فهو حائز على شهادة المحاماة من جامعة ولاية سوليا ويحضر دكتوراه دولة في الحقوق، يأمل الفوز بها في العام الحالي. لديه مكتبان للمحاماة الأول في مدينة ماراكيبو، والثاني في مدينة كابيماس وكلاهما في ولاية سوليا المشهورة بانتاج البترول. وهو أيضاً ترجمان محلف اما الدولة (عربي-اسباني).
إضافة إلى ذلك فقد أسس منذ أكثر من عشر سنوات معهد أدونيس (عربي-اسباني-انكليزي)مرخص له من وزارة التربية الفنزويلية، يتلقى العلوم فيه ثلاثماية تلميذ وتلميذة نصفهم أبناء الجالية العربية (لبنانيون-سوريون) ونصفهم الآخر فنزويليون، ولدى سؤاله عن مناهج التعليم باللغة العربية يقول الدكتور صعب: اننا نتبع مناهج وزارة التربية اللبنانية، والكتب تصلنا بواسطة السفالاة اللبنانيةوالسفارة السورية في كراكاس وكلها مجاناً.
ويساعد الدكتور صعب 15 معلماً ومصلحة بعضهم مغتربون والآخرون فنزويليون. ولما سألناه عن الغاية من فتح هذا المعهد والسير به في بلاد الاغتراب، اجاب صعب: قبل كل شيء غايتنا خلق شعور وطني (لبناني-عربي) لدى أبناء المغتربين، خاصة أولئك المولودون في فنزويلا ولا يعرفون شيئاً عن وطنهم ولغة الآباء والأجداد، وذلك من خلال تدريسهم اللغة والتاريخ والجغرافيا اللبنانية والعربية، مع التوجيه الوطني.
ويقول: لقد نجحت المهمة إجمالاً وأصبح التلاميذ يسألوننا أشياء عن مسقط رأس والد كل منهم، وأين تقع البلدات اللبنانية و العربية فنشرح لهم ذلك على الخريطة، وهذا شيء لم يكن وارداً في أذهانهم سابقاً. ويضيف: وقد أصبح هؤلاء في حسهم شعور نحو وطن الآباء والأجداد تواقون لزيارته.
بـرنـامـج اذاعـي
ونشاطات المغترب صعب لم تقف عند هذا الحد، فلديه أيضاً برنامج اذاعي باللغة الغ=عربية إضافة إلى اللغة الاسبانية وهو البرنامج الوحيد في كل فنزويلا، إذ ان الصعب يمتلك بطاقة رسمية من وزارة الاعلام الفنزويلية تجيز له البث الاذاعي، وقد اتخذت حكومة فنزويلا هذا التدبير بعدما كانت الامور في السابق تسير بغير تنظيم، ولم تعد تسمح لأي إذاعة على كل أراضيها بالبث من أي إذاعة خاصة أو رسمية إلا بتصريح رسمي والبرنامج يذاع من اذاعة راديو مارا في مدينة ما راكيبو ويتم التقاطه في معظم الاراضي الفنزويلية. ورغم ان البرنامج موجه الى المغتربين فإن الفنزويليين يستمعون إليه أيضاً، طبعاً من خلال البث باللغة الاسبانية.
والمغترب صعب يقدم برامجه الاذاعية منذ ثلاثين سنة، وأصبح مرجعاً إعلامياً يثق به المغتربون.
أما عن شؤون وشجون المغتربين فيقول صعب: إن معظم المغتربين في فنزويلا موحدو الكلمة والصف خاصة بالنسبة لقضايا الوطن. والطائفية لا وجود لها إلا مع قليلينجداً منهم، وأبناء الجالية يجتمعون باستمرار لبحث شؤون وشجون الوطن ويعمل هؤلاء لتأسيس ناد لبناني في ماراكايبو (3 ملاييننسمة) يجمع جميع المغتربين اللبنانيين وكل من يرغب من ابناء الجاليات العربية الاخرى شرط عدم الخوض في الشؤون الطائفية والسياسية اللبنانية والعربية.
ورداً على سؤال قال صعب: ان اكثر من ماية الف لبناني وعربي يحملون الجنسية الفنزويلية في أنحاء البلاد، وفي الرابع من كانون الاول المقبل سيدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية ومجلسي الشيوخ والنواب والبلديات والتي تتم كلها على في يوم واحد.
والمرشحون يعتبرونهم مركز ثقل في نجاح أي مرشح، ومن اجل ذلك معظم المرشحين يتقربون منهم ويزورون نواديهم على امل الحصول على أصواتهم.
ويقول الدكتور صعب: ان معظم المغتربين متجهون لتأييد الرئيس الاسبق الفنزويلي السيد كارلوس اندريه بارز حيث ان له ماض جيد بالنسبة للمغتربين إبان حكمه منذ عشر سنوات.
ويضيف صعب: أن في جامعات فنزويلا خمسين الف طالب لبناني وعربي في جميع الحقول العلمية ولا تعجب ان وصلت يوماً إلى أي مدينة في فنزويلا ورأيت أسماء أطباء ومحامين ومهندسين واقتصاديين وصيادلة ترتفع في لوحات المستشفيات والور التي تعنى بالشؤون المذكورة.
وختم صعب بقوله: أملنا كمغتربين أن تنتهي الحرب اللبنانية، ليس العسكرية فحسب بل كل ما على الارض اللبنانية من حروب، وان يعاد إلى لبنان استقراره وهدوءه، وإذ ذاك يبدأ دور المغترب نحو الوطن الأم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق