السبت، 11 ديسمبر 2010

الرفيق الشاعر ابراهيم سمعان

الـرفـيـق الشـاعــر
ابـراهيـم سمـعـان


الرفيق المناضل ابراهيم سمعان المقيم حالياً في لوس أنجلوس، الذي كنا نشرنا عنه سابقاً مؤدياً التحية الحزبية لحضرة نائب رئيس الحزب الأمين توفيق مهنا. شاعر بالفصحى والعامية، أصدر ديواني شعر، الأول " أغنيات الأمل" وقد صدرت الطبعة الثانية معدلة ومزيدة عام 1991، والثاني " خواطر متفرقة" عام 2004.
يقول الرفيق جورج السيقلي في تمهيده لديوان "خواطر متفرقة" بتاريخ 2/ 6/ 2004 ما يلي:
ابراهيم خليل سمعان ( أبو نزيه) من قرية الميه وميه المُشرفة على مدينة صيدا. يعيش الآن في لوس أنجلوس- كاليفورنيا- وقد شارف على التسعين من العمر.
عاش ابراهيم سمعان شباباً حافلاً مليئاً بالتقلبات صعوداً وهبوطاً. مثقف، كثير الإطلاع، غني المعرفة، منطقي المعاطاة، يؤمن بالفكرة سيّداً، مستعدٌ لدخول السجن ( وقد فعل) في سبيل عقيدة يؤمن بها. تغنى بسوريا الكبرى وآمن بها منذ نعومة أظفاره. وافق بين إيمانه المسيحي ومواظبته على القرارات والطقوس الكنسية، وبين انفتاحه الفكري العلماني القومي الإجتماعي، رافضاً أن يكون الإنتماء الديني أو المذهبي فريقاً سياسياً. عاش أكثر سني حياته في بلدته الميه وميه ( "الميوميه" كما يحبّذ لفظها وكتابتها)، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة بعد أن هاجر جميع أولاده إليها (ناديا، نزيه، نصر، نبهان، أنطوانيت، ومنى) وحصل على الجنسية الأميركية.
والديوان هذا هو آخر ما نظم قبل أن يُصيبه طرف فالج (شلل نصفي) أقعده، وانقطع مُدَّاك عن الكتابة، وما يزال.
له ديوان شعر سابق، ومراسلات كثيرة إلى مجلة "مواهب" التي أصدرها الشاعر نجيب بجاني في تورنتو، وإني أستغل هذه المناسبة لأشكر كل من ساهم في إخراج هذا الديوان إلى النور، وأُخص بالذِكر السيدة رولى رعد التي أعطت من وقتها الكثير لطباعته ومراجعته على الكمبيوتر.

من قصائد الديوانين، اخترنا:

لـبـنـان

قـم أيـها المـغـروم بالألـحـان وأنشـد جـمال الكـون فـي لبنـان
انظـر إلى الأطـواد في كـبد السّما فـتـسود نـفـسك روعـة الألـوان
إسمـع خريـر الماء فـوق هضـابه شـاهـد مـلـياً خضـرة الـوديـان
وانظـر إلى الأمـواج تغسل رجـله وتعـانـق الخـلجـان كـالـولـهان
الثّلـج ما بـين الصّـخـور كـأنّه عقـد مـن البّـلـور والـمـرجـان
حبَّـاته فـوق المشـارف كـلّـها مثـل الـلآلـئ فـي ذرى التّـيجـان
لبـنان تجسـيد الـجـمال بعـينه لـبـنـان جـنـة هــذه الأكـوان
لبـنان مــحراب العـبادة والـتقى لبنـان كـنـز الـحـب والإيـمـان
نفـسي فـدى الجـبل الأشّـم وأرزه فـهـو الـمـآل وخـيـرة الأوطـان
أبغـي رضـاه من جـوارح مهجـتي فرضـاه عـندي مـن رضـى الرحمـان

* * *
نـشـيـد أبـنـاء الـحـيـاة

نحـن أحـيـاء خُلـقنـا لـلزّمـن نصـنع التـّاريخ فـي أرقـى السّنـن
نفـتدي الأوطـان مـن كل المـحن نبتغـي الـحـق ولا نرضـى الوهـن
فلنـباه الـكون فـي حبّ الـوطـن
نـحـن شقّـيـنا طـريق الإرتقـاء ورفـضـنا الـذّلّ حـبـّاً بالـبقـاء
نـحن قـوم نرفـض العيـش شقـاء نـخـذل الباطـل في يـوم الـلقـاء
نـكـره البغـضاء دومـاً والفـتن
نـحـن أحـياء وابنـاء الـحـياة نـحن أبطـال وأهـل المـكـرمـات
نحـن قـوم لا نبـالي بـالمـمـات عـندمـا الـواجب يدعـو للـثبـات
فـالـدّما والـرّوح مـن غير ثـمن
قـد تعـاقدنا عـلى أمـر جـلـل ننـشد الإصـلاح في أبـهى الـحـلل
لا نمنـّي النفـس قطـعاً بالـكـسل لا نـخاف الـحرب بل نـأبى الفـشل
نعشـق الأمـجاد لا نـخـشى العلـن
فلـنسر للمـجد بالشـعّب العظـيم نـجعـل الأوطـان رمـزاً لـلـنّعيـم
نضـرب الأخـصام طـرّاً بالصّمـيم نجـتني مـن أرضـنا الـخـير العمـيم
نـمـلأ الأجـواء بالصّـيـت الحـسن
ولـنفـاخـر أنـنـا أرقـى الأمـم نقـذف العـاتي نـاراً مـن حـمـم
نـحن عـلّمنـا مقـاييـس القيـم ألـفت أرواحـنـا أعـلى الشّـيـم
وعبـدنا الـلـه مـن دون الـوثـن
يا بـني للأوطـان هـبّوا مـن رقـاد وانـشروا فـي النّـاس حّـب الإتـحاد
قـد أضـاء النـّور مـن بعـد السّواد ودعـا الداعـي إلـى يـوم الـجـهاد
فانصـبوا الأعـلام فـي أعـلى القـنن
خّـبـروا الأقــوام أنّـا لا نـزال نـقـهـر الأعـداء في يـوم الـنّـزال
نستمـدّ الفـّن خيـراً والـجمـال نتبع التّـاريخ فـي صـنـع الـرجـال
نـجعـل الأوطـان أبـهى مـن عـدن
إنّ الأوطـان حقـاً فـي الوجـود بالـدّما عـن حـقّها الغـالـي نـذود
يفـرح الآبـاء فينـا والـجـدود عنـدما نصبـح في أقـصى الـحـدود
نـدفـع الأعـداء عـن أرض الـوطـن

الـنشــيد الـوطـني اللبنـانـي

"شـرقنـا قلـبه أبـداً لبنـان"


عـلّوا النّشـيد فـقول الـحق يلتـهب منه الـحماس وقـول الـزور إجتـنبـوا
لبـنان قـلب بـهذا الـشرق مـلـتزم لبنـان قـلب لـهذا الشـرق ينـتسـب
حـقَّ تكـرّس فـي التاريخ مـن قـدم أمـر تـكرَّسه الأجـيـال والـحـقب
القـدس والشـام حـول القلب أجنـحة درع يقيـه مـن الأخـطـار أن وثبـوا
ليـس الـجناح عـدو الـقلب في جسد بل للحـماية أن سـادت به الـسحـب
والقـلب لا يرتـضـي تكسـير أجـنحة لا بـل يـثور إذا امتّـدت لهـا النـوب
لا يقـدر القـلب أن يحـيا بـلا جـسد فالـقلب يسقـم بالأطـراف إن عطـبوا
لا يسـلم الـقلب إن شُـلّت جـوانـبه هل يسـلم القـلب والأطـراف تلـتهب
يا منـشديـن بأن الشـرق شـرقـكـم هـل ترتضـون بأن الشّـرق يستـلـب
صهيـون للـشّرق مثل السـوس في خشب والنّـخـر مشتـغـل والنّـار تـقتـرب
صهيـون كـارثـة حـلّت بـمشـرقنا والكـلّ مستـهدف والقـلب مضـطرب
هـل في المفـاهيم قفـذ عـن محـاورها أم إن في عـصرنا التّـاريـخ يـنـقـلب
أضـحى العـدو صـديقاً في مـحافلـكم وابـن البـلاد عـن الأوطـان يغـترب
بئـس الـوقـوع بهذا الكـفر منطـلقـاً بئـس المصـير وبئـس المـوقف الخرب
هـل من مصالحـكم تمـزيق مـشرقـكم هل تسلمـون من الأعـداء إن غـلبـوا
لبنانـكـم في مـهبّ الريـح مـرتـهن والموج عـات وعصـف الريـح والغضب
لا تـهدروا الوقـت فالأحـداث مسـرعة والنّـار في لـهب والشـّر مـرتـقـب
رصّـوا الصفـوف مع الأخـوان في عـجل كـي ينصـروكم وفيـكم ينصر العرب

وجـوب الـصـراع الـفـكري

صـراع النّـار في عـرفي جـريـمة صـراع الفـكـر بيـولّـد عزيـمة
فيـه بتنجـلي علينـا الـحـقيقـة ومنـه بتـخـلق النهـضة العظـيمة
بتـظـهر للـورى أمـور الدقيـقـة عـليـها بتنبـنى الخطّـة الـحكـيمة
فـيهـا بتـنهـض الأمّـة العـريقـة نشيطـة موحّـدة بصـحّة سـليـمة
وأرجـاء الـوطـن تصبـح حـديقـه جـميـله مزيّـنه بـمروج خـضـرا
خلـت منـها النبـاتـات الـذميـمـه
مفـروض نرفـع للوطن فـوق الغمـام ليـكون قـدوّة للـمحـبة والـوئـام
ونبـعد الرجّـعـة الغـبيـّة البـائـدة ونـرفـع شعـارات التقـدّم والنـظام
ما تـكون فيـنا الطـائفـيّة سـائـدة والـروح تفـلت من رباطـات الـظلام
حـتى الأمـور تسـود فيـها الفـائدة ونصـدّ أربـاب التـشَردم والـخـصام
إفـتح حـوار وحـطّ نفسك قـائـده والـحكم عـادل لا يّحـابـي بالمـلام
قـابـل وحـقـقّ بالأمـور العـائـدة بالـخير، لا ترضـى بـمعسول الـكلام
لا تـكتـفي بحـفلات حـول المـائـدة إتبـع طـريـق محـصّـنة بالإنسجـام
وحـطّـم قيـود الشـرّ يـالـلي رايـده تخـلّي وطنّـا مـهزلـة بيـن الأنـام
غـير مـقـبولـة النّفـوس الـحـايـدة لمّـا الصـراع يكـون في أوج الصـّدام
مفـروض فيـنا الـرّوح تبقـى جـائـده بالتضّـحية، تسطـّر ملاحـم للـكرام
نبـعـد بـلـدنا عن شبـاك الصـائـدة للـوطن نُبـدي رفـيـع الإهتـمـام
ونـحارب الـرجـعة الغبيّـة الـوائـدة خيـر الوطـن بالـحقد أو بالإنتـقـام
إن سـادت النهـضة عـرجعـة بـائـدة والصـّراع امـتدّ بالـخطّ الصـحيح
بتمشـي البـلاد بكـل زخـمها للأمـام
سـراجـك ارفـعو فـوق الـمنـارة ركـبّ دينـمـو يـولّـد حـرارة
حـتى النـور يضـوي بـكل موضـع ما يبقـى مـن الظـلام ولا إشـارة
من حـولو الشبـاب بالـوعي يجـمع بـنـور العـقل وتنسـيق الـعـبارة
سـلاح المـعرفـة أقـوى وأنـفـع شعـاعو بيـبهـر النـاس الحـيارى
الشـباب بالوعـي، صوت العقل يسـمع ويـمشي جـاهـد بـحقل الإنـارة
بـمادّي صـالـحة للـناس يطـلـع بزنـدو للـوطن يـبـني العـمـارة
يـمسح كـلّ دمـعه بكـلّ مـدمـع بسيـاسة صـائـبة وحُسـن الإدارة
مُخـرب صـالـح الأوطـان يُقـطـع يُطـرد كـل مـن يُظـهر حقـارة
عـلى روس القـمـم للشّـهم يـرفـع يُلبـس تـاج مـع ثـوب البـرارة
إذا بـتـبقى طـبـول الشـرّ تـقـرع الـحياة بتـكـون في يأس ومـرارة
المـنـازل والـوطـن يُصبـح مـشرّع بـوابو عالـخراب وعـالـخـسارة
يُـبـلـى بـالـجرب والـرّاس أقـرع وعفـونة عيـش في داخـل مغـارة
وإذا نـور الوعـي بـيقـود مـجـمع بـنورو بتنـبنى كـلّ الـحضـارة
حـياتو بتـرتـقـي فـي كـلّ موقـع بيـعـلى مـركـزو بعـزّ وجـدارة
الـشّرور بتـهـرب ومـا عـاد ترجـع رجـال الشـرّ بيـصـيرو غـبـارة
بيـصـلح مـعدنـو بيـصـير مـقلـع مـن الـمرجـان بتـصير الـحجارة
عهـا الصـورة البـديـعة النّور يسـطع عـليها تـنـسدل أشـرف ستـارة
وكـاس النصـر والأمـجـاد نـجـرع ونـمشي للـعلى بـخطوة سـليـمة
وبـخمر الـمعـرفة نصـبح سـكـارى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق