السبت، 11 ديسمبر 2010

الرفيق الدكتور سعيد شهاب الدين

الرفـيق الدكـتـور سعـيد شـهـاب الـديـن

رفقاء الخمسينات من القرن الماضي يعرفون جيداً الرفيق سعيد شهاب الدين، إنما نشك أن كثراً هم الرفقاء الذين سمعوا به لاحقاً أو عرفوا عنه.
فالرفيق سعيد شهاب الدين الذي صعد نجمه في فضاء الحزب، وصولاً إلى أن يتولى مسؤوليات مركزية ويمنح رتبة الأمانة، رحل بعد حوادث العام 1958 متأثراً بالانقسام الحزبي عام 1957 ثم بواقع عائلته التي عرف عنها حضورها الكبير في منطقة البسطة الفوقا، وكان فيها فاروق شهاب الدين الأبرز من بين القيادات الشعبية في القوى الناصرية في تلك الفترة الدامية من صيف العام 1958. أضيف إلى ذلك الخلاف الذي دبّ مع عائلته الرافضة إقترانه من إمرأة مسيحية، فأوقعه يأسه وقنوطه ووضعه الحزبي والعائلي في مرض نفسي أودى بحياته.
في مقالة له في جريدة " السفير" بتاريخ 3 كانون الأول 2004 يشير الكاتب أسامة العارف في معرض البحث الذي نشره بعنوان "النزول في ترامواي البربير إلى "داون تاون" تلك الأيام إلى الرفيق الدكتور سعيد شهاب الدين، فيقول:
" تحت المدرسة المذكورة يقع في مقهى آخر صاحبه مفوض في شرطة بيروت. شقيق المفوض المذكور أستاذ لنا في مدرسة " الطريق الجديدة" يعلّمنا الجغرافيا. وحين أتى للمرة الأولى إلى المدرسة علِمنا أنه قومي سوري. وقد أعجبنا شديد الإعجاب بأسلوبه في التدريس فدخل إلى قلوب التلامذة واستطاع أن يؤكد حضوره بيننا. وعندما شاهد مدى تأثيره فينا أخذ عناوين جميع الطلاب وأرقام هواتفهم ليبقى على إتصال بهم خارج إطار الدراسة. إلا أن ثمة من أخبر مدير المدرسة المرحوم "محي الدين بواب" بذلك، فطلب إليه أمامنا أن لا يقيم أية علاقة مع الطلاب خارج المدرسة، فوعد بذلك ووفى بوعده".
حصل الرفيق سعيد على شهادة دكتوراه في الجغرافيا ومن إنجازاته وضع خريطة الوطن السوري. منح في الخمسينات رتبة الأمانة، فرفع رسالة يعترض فيها على القرار ويصحح الخطأ حيث أنه لم يكن مضى على إنتمائه إلى الحزب ثلاث سنوات فيما كان من الشروط التي يجب أن تتوفر لنيل الرتبة حينذاك أن يكون قد مرّ خمس سنوات على إعتناق الرفيق للعقيدة السورية القومية الإجتماعية.

*

عنه يقول عَارَفُوه من الرفقاء:
الأمين إبراهيم غندور: كانت المديرية تنظم إجتماعات إذاعية ومناظرات شبه أسبوعية وكان الدكتور سعيد شهاب الدين أحد الوجوه البارزة ومناظراته مع أقطاب التيار العربي مثل رمضان لاوند وإنعام الجندي من المناظرات المهمة والفاعلة.
الرفيق مارون حنينة: أتذكر عميد المالية سعيد شهاب الدين ونشاطه وحيويته ودماثة خلقه وتواضعه، واهتمامه بأنشطة متنوعة تدرّ مبالغ مالية للحزب. رحمه الله، فقد مات باكراً. أذكر أنه كلفني بمهمة الاتصال بالمؤسسات الحرفية والصناعية في منطقة الجميزة حيث كان للحزب مديرية فاعلة باسم "التضامن"، من أجل معرض أقامه الحزب في برج البراجنة.
الرفيق إميل أبو رزق: اقترن الرفيق سعيد من السيدة راحيل جبور، أشقاؤها الياس، جبران، نعمة كانوا رفقاء ويقطنون رأس بيروت، إنما غادروا الوطن، وشقيقتها ماري اقترنت من المحامي جورج زيدان.
الرفيق محمد خليفة: كان لا يخشى من أي حدث مهما كان جسيماً. حتى لو أدى ذلك إلى عزله من عمله في وزارة التربية كمدرس لمادة الجغرافيا، ففي سنة 1956 هاجم أفراد من حزب الكتائب مدرسة رسمية في الأشرفية لضرب الرفيق محمد خليفة بعد إشكال له مع طلبة كتائبيين.
وصدف أن الرفيق خليفة لم يكن ساعتئذ في المدرسة. فاعتدوا على الرفيق خليل بطرس عوضاً عنه. مع ذلك صدر قرار من وزير التربية في الحكومة اللبنانية بطرد الرفيق محمد خليفة من المدرسة كما عدم قبوله في أي مدرسة حكومية، فما كان من الرفيق سعيد شهاب الدين، وهو أستاذ موظف في وزارة التربية ممنوع عليه أن يكون حزبياً، إلا أن ذهب بصحبة الرفيق محمد خليفة لمقابلة مدير المدرسة آنذاك الأستاذ موريس اقليموس للبحث معه في إعادة الرفيق خليفة إلى المدرسة فقال مدير المدرسة للرفيق سعيد شهاب الدين أن محمد خليفة أحدث فوضى في المدرسة، فما كان من الرفيق سعيد شهاب الدين إلا أن أجاب المدير المذكور أن الرفيق محمد خليفة سوري قومي اجتماعي ونحن السوريون القوميون الاجتماعيون نظاميون في تصرفنا وتربيتنا وحياتنا ولا مكان للفوضى عندنا.

* لمن يملك أية معلومات عن الرفيق الدكتور سعيد شهاب الدين، اكتبوا لنا، أو اكتبوا عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق