السبت، 11 ديسمبر 2010

معري اميون الشاعر الكفيف حنا نقولا سعاده

معـرّي أمـيـون الشـاعـر الـكفـيف
حـنـا نـقـولا سـعـاده



بتاريخ 30/03/2010 نشرنا عن الشاعر الكفيف حنا نقولا سعاده (معرّي أميون)، نقلاً عن الكتاب الذي كانت أصدرته ابنته الدكتوره مي عبد الله سعاده بعنوان "غريب ما يرى"، وأوردنا ما جاء في جريدة "الأنوار" بتاريخ 29/03/2010 عن التكريم الذي نظمته جامعة سيدة اللويزة - برسا (الكورة) بالتعاون مع الحركة الاجتماعية اللبنانية لكل من الأديب الرفيق فؤاد سليمان، "معرّي أميون" الشاعر حنا نقولا سعاده، الأمين عبد الله قبرصي والدكتور الشاعر والأديب علي شلق.
أشكر الرفيق سليم ايلي سالم من بطرام الذي قدم لي نسخة عن كتيب كان أصدره عام 2002 تلميذ الشاعر حنا سعاده، المهاجر خليل النبوت إلى "النابغة الكفيف المقدسي، معرّي أميون، شاعر أميون الملهم ومعلم شباب الكورة الخالد"، وفيه إلى كتابات قيّمة عن الشاعر الكفيف قصائد عديدة، اخترنا منها التالي:

الأعـمـى


هـو الـحي الـذي يـحكي الـجمادا ويُشـجـي فـي مصـيـبـته الفـوءادا
هو الاعـمى الـذي يشكـو ظـلامـا عـلـيـه دام يـشــتـد اشـتـدادا
ويـطـلـب الـنـهـار فـلا يـراه ولـيـل عـمــاه يــزداد ازديـادا
هـو الـمكفـوف لـم تـر مقـلتـاه ضـياء الشـمـس يـتـقـد اتـقـادا
هـو المـحـفوف دومـاً فـي سـواد ولـم يـدر البـيـاض ولا الـســوادا
هو الأعـمى الذي قـد ظـل يسـعـى ولـم يبـلغ مـن الـدنـيـا الـمـرادا
ولـم يـعـرف مـن الألـوان لـونـاً ولا نـظـر الـطـبـيـعـة والـبـلادا
ولـم يشـهـد طـريـقاً سـار فـيـه وقـد ضـل الطـريق ومـا اسـتـفـادا
ومنـها:
كفـيف الـمقـلتـيـن هـداك ربـي أضـعـت بـفـقد عينـيك الرشـادا
فـفـي العـينـين مصـباح لعـقـل يـرى العـقل الصحـيح بـه السـدادا
وفـي الـعيـنـين مـرآة لـقـلـب يـرى القـلب الـحكـيم بـه انتقـادا
وفـي العـينـين افصـح تـرجـمان عـن الـسـر الـخـفـي لـمن أرادا
ومنـها:
ضـريـر الـمقلتـين دهـاه دهـري بـما أبـكى لـه الصخـر الـجـمادا
فـلـم يُـدِرِ الـيـراع بـراحـتيـه ولا شــام الـربـيـع ولا الـعـهادا
ولـم يـر فـي الـحياة سـوى سواد كـأن حــيـاتـه لـبسـت حـدادا
ولـم يـحفـظه مـن حـجر تـوق ولا ملـكـت عـصـاه لـه القـيادا



تحـية الـنبـي المـخـتـار

ألقاها في الجامع الكبير المنصوري في طرابلس يوم عيد مولد النبي العربي الكريم:

قُـلْ للـكليم وللـمسيـح الفـادي ولصـاحب العـيد النـبي الـهادي
انـا نـجل ثـلاثة الـدنـيا وهـل مـن رابـع لـثـلاثـة الافـراد
انـا كـما تبـغـون صـرنا أخـوة نـحيا لـحب مـواطـن وبـلاد
نـتشاطر الأكدار إن عـرضت كمـا نتـقاسـم الأفـراح فـي الأعـياد
إخـوانـنا الاسـلام يهنـئـكم بـنا عـيـد أتـى باليـمن والإسعـاد
يـا يـوم ميـلاد النـبـي مـحـمد أعـظم بشـهرة صـاحب العـيد!
اذكرتـنا عـهد النـبـوة والـهـدى والـوحـي والتنـزيـل والارشـاد
يـا أفصـح الـمتكلـمين بضـادهـا رحـماك قد كسدت عذارى الضـاد!
جـددت سوق عكـاظ بعد ذهـابـها فغـدت تـرى بـمـساجد العباد
ومنـها:
ما حيـلة الكـتاب فـي إيـقاظ مـن رقـدوا بغـفـلتهم طـويـل رقـاد
ما حـيلة الشـعراء والـخطـباء فـي تـحرير من لزمـوا جـمود جـماد
شقـيت بـلاد الأنبـياء بـجـهلهـا وعـدت عـليـها للـزمـان عـواد
يا مـهبط الـوحي الكريـم ومـصـد ر العـلم القديـم وقبـلة القـصـاد
أنـى خـبا ذاك الضـياء وبـدلـت بـالـمخـزيات مفـاخر الأجـداد
أعـزز عـلـي بأن أراك خـليقـة بـالـذل بـعد العـز والأمـجـاد
ومنـها:
فالـدين بالـمعروف يأمـر مثلـما ينـهـي الورى عـن منـكر وعـناد
ما قـال فـي حب القريب مسالـما حتــى دعـا فضلاً لـحب أعـادي
ومنـها:
صونـوا حـما الفصحى وشدوا أزرها خـاب الألـى يرمـوننـا بـفـساد
بقـيت بقـاء كـتابـكـم وبقـيتم بـالـسـعـد والاقـبـال للآبـاد





مثـلي لمثـلـك بالإخـلاص معـروف

أرسلها إلى قرينته الفاضلة أستاذتي الغالية "ملكة" وكانت وقتئذ تدير مدرسة الإناث في "بينو" عكار وقد تلاعب فيها ما شاء، وشاء بيانه وحذقه:
مثـلي لـمثلك بالإخـلاص معـروف وبالإخـا والوفـا والصـدق موصـوف!
لا يعـتري حـبنا يا أخـت شـائـبة ولا يـدانـيـه تـقـريـع وتعـنيـف
كنا جـميعاً كـما شـاء الصـفاء لنا وقلـبنا بالـنـهى والعـلم مـشغـوف
تا لله ما بـلـغ الواشـون غـايتـهم منـا ولا فـاتـنا حـزم وتثـقـيـف
ملـنا لدرس أصول الصرف إذ سلمـت منـا الفـعال وعـنا الغـش مصـروف
بـدت مـحـبتنا في الصـرف خاليـة مـما يغـيـر اعـلال وتـضـعيـف
أما بـدرس فنـون النـحو فارتفـعت عـن خـفضه وعلـيها الفـضل معطوف
رمـنا الثـبات عـلى حـب فوافقنـا قـلبان عنـدهـما التدليـس مـحذوف
كـذا ليـصف إخـاء النـاس قاطـبة دومـا والا فـعنـدي الـحب تكـليف
حـال الفـراق على التوديع علـمنـي نظـم القريـض ودمع العـين مـذروف
نـوى دعـانا لنـسيان الاخـاء جفـا وبيـننا حـفظ ذاك العـهد مـألـوف
سيـضرب النـاس في إخلاصـنا مثـلاً لا ينتسـى وجـميل الـذكر مـخلوف
عـاداتنا الصـدق في قـول وفي عـمل وقـولـنـا ببـقاء الـود مـعـروف
دومـي مـليكـة بعد البـعد حافـظة عهـدا علـيه فـؤاد الـحر موقـوف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق