السبت، 21 مايو 2011

حفل توقيع كتاب الامين ادمون ملحم في سدني

حـفـل توقيـع كـتاب الاميـن د.ادمـون ملحـم فـي سـدني

بعد ان نظمت منفذية ملبورن حفل توقيع الكتاب القيّم الذي اصدره الامين د. ادمون ملحم، Antun Sa’adeh National Philosopher نظمت منفذية سدني حفلاً مماثلاً يوم الاحد اول ايار 2011 في صالة Belmore Senior Citizens Center بحضور حشد من الرفقاء والاصدقاء والمهتمين من الاستراليين.
فيما يلي التقرير كما وردنا من نظارة اذاعة منفذية سدني.


افتتح الرفيق جيمس حرب الحفل بالحديث عن الواقع المفكك للأمة وعن ضرورة العمل الثقافي الذي لا ينفصل عن العمل السياسي والحزبي، كما تحدث بايجاز عن فكر سعاده الفلسفي الوحدوي و أبرز اهمية كتاب الدكتور ادمون ملحم في هذا الاطار، ثم قدم المحاضرين وفي مقدمتهم المُحاضرة في جامعة سيدني السيدة الأستاذة شاديا حجار.
اسهبت السيدة حجار في شرح مضامين الكتاب كما افصحت عما شعرت به من احساس بالمسؤولية تجاه هذه الفلسفة الرائدة التي أوجدت مفاهيم جديدة في قاموس اللغة العربية وخاصة مفهوم المتحد ومفهوم التفاعل وفلسفة المدرحية. كما اشارت الى اهمية اتخاذ سعاده للعقل شرعاً اعلى في جميع منطلقاته الفكرية. كذلك اشادت بجهد الدكتور ملحم في الإضاءة على هذه الفلسفة باللغة الانكليزية التي هي لغة الشبيبة في استراليا. كما عبرت عن مدى فرحها عندما اكتشفت الاحساس و الذوق الأدبي و الفني الكبير عند سعاده، و عندما رأت مدى تأثيره في الأدباء والفنانين والشعراء والفلاسفة السوريين.
بعدها تحدث الإعلامي الاستاذ سركيس كرم باللغة الانكليزية فأوضح تأثير سعاده الفعَال على جميع الأصعدة الفكرية والأدبية والفنية حيث شكلت طروحاته الفكرية الوحدوية سداً منيعاً في وجه طروحات الإنعزال والتشرذم والإنقسام. كما اشار الى ان سعاده كان قد جمع في نفسه مواهب متعددة حيث استطاع ان يبني عمارة فلسفية شامخة ملتزمة بقيم الحق والخير والجمال. كما تحدث عن قدرة الدكتور ملحم على ابراز جميع هذه الجوانب في شخصية سعاده الفلسفية والقيادية. وأقرَّ الإعلامي كرم بأنه تعمّق من خلال كتاب الدكتور ملحم بفكر سعاده الفلسفي واطلع على تراثه الفكري ونتيجة لذلك تكونت لديه فكرة مختلفة نوعاّ ما عن سعاده.
بعد ذلك تحدث ناظر الاذاعة والاعلام الرفيق جعفر بعلبكي عن مفهوم الفلسفة ونشأتها و بيّن بالأدلة والبراهين الواضحة عن جمع سعاده بين قطبي الفلسفة النظري والعلمي، كما اشار الى ان فلسفة سعاده هي فلسفة هادية لجميع الأمم و دعا الى تبني هذه الفلسفة في واقع التعددية الثقافية في استراليا، كما أبرز ان سعاده هو داعية حقوق الانسان وداعية السلام الأول في العالم و ذلك من خلال تحديده لأعداء السلام ودعوته للوقوف ضدهم، و لذلك اعلن ترشيحه الدائم لنيل جائزة نوبل للسلام. ثم أبرز قدرة الأمين الدكتور ملحم في الاضاءة على ذلك.
وفي الختام، تكلم الأمين الدكتور ملحم شاكراً المتكلمين والحضور، ثم اشار الى اهمية فلسفة سعاده في توليدها لنهضة فكرية وانتاجية وفي اعتمادها للمنطق الزينوني الرواقي وقوانينه، كما تحدث عن شخصية سعاده العبقرية وسعة ادراكه ومواهبه المتعددة في شؤون الفكر والفلسفة والأدب والفن والعلوم واللغات وعلى قدوته النضالية وتجسيده الفعلي والعملي لكل مبادئه، كما تحدث ايضاً عن فلسفة التفاعل الغير معنية بالتأويلات الماورائية و الفرضيات العقيمة، بل الساعية الى العناية بقضايا المجتمع الأساسية ومطالب الحياة و مثلها السامية.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الأمين الدكتور ادمون ملحم:
*
مساءَ الخيرِ وأشكرُ حضورَكم ودعمَكم لهذا العملِ الثقافيِّ ولكلِّ أعمالِ ونشاطاتِ الحزبِ السوريِّ القوميِّ الإجتماعيِّ المتنوعة. أشكرُ كلَّ الذينَ تكلّمُوا وتناولوا الكتاب بكلماتِهمِ القِّيمة، المعبِّرةِ والصادقة.. أشكرُ الدكتورةَ شاديا حجّار والصديقَ الأستاذ سركيس كرم وحضرةَ ناظرِ الإذاعةِ والإعلامِ الرفيق جعفر بعلبكي والرفيقَ جيمس حرب. كما أشكرُ هيئةَ منفذيةِ سيدني لقرارِها بإقامةِ هذا الحفلِ والأعدادِ لهُ وأنوّهُ بجهودِ كلِّ الرفقاءِِ الذينَ ساهمُوا في هذا العملِ..
يسرُّني ويشرِّفُني أنْ أقفَ بينكم في هذا اليوم، وهو يومُ العملِ في بلادِنا، يومُ العمالِ والفلاحينَ وأصحابِ الفنونِ والحرف، يومُ المنتجينَ علماً وفكراً وصناعةً وغلالاً.. في هذا اليوم، أحييكم جميعاً وأحيي من خلالِكم ومن خلالِ وجوهِكُم النيّرةِ والتي أرى فيها وجوهَ أهلِنا وشعبِنا الكريمِ الخيّرِ في طبيعتِهِ والمعطاءِ في نفسيتِهِ والمبدعِ في إنجازاتِهِ، أحيي أرواح الشهداء الذين سقطوا مؤخراً في الوطن نتيجة المؤامرة المجرمة التي تحاول النيل من شام الصمود والممانعة وأحيي أمتَنا بكلِّ أبنائِها الصامدينَ والمقاومينَ والمنتجينَ فكراً وصناعةً وغلالا...
نحنُ نمجّدُ العملَ المنتجَ ونعتبرُهُ قيمةً إنسانيةً عليا وطاقةً مجتمعيّةً للإنتاجِ والنهوضِ الإجتماعيّ.. ونحنُ هنا اليومَ في صددِ تقديمِ إنتاجٍ فكريٍّ متواضعٍ لنْ يأتيَ تامًّا وكاملاً وقد يتضمّنُ ثغراتٍ ولكنّهُ محاولةٌ بحثيةٌ جديةٌ وصادقةٌ حاولْنَا فيها الدخولَ إلى عمارةٍ فكريةٍ فلسفيةٍ كاملةٍ أرسى مداميكَها ابن الأول ِمن آذارَعلى أسس ِالمبادىءِ المناقبيةِ الساميةِ التي تشكِّل ُقواعدَ انطلاقِِ الفكرِ ومكتنزاتِهِ ومراكزَ انطلاقٍ في اتجاهٍ واضحٍ في الحياة.. هذه العمارةُ الفكريّةُ التي حاولْنَا التعريفَ بمحتوياتِها وركائزِها هي الفلسفةُ القوميّةُ الاجتماعيّةُ الجليّةُ، الخاليةُ من الأوهامِ والمعبِّرةُ عن روحيةِ الأمةِ السوريّةِ وحقيقتِها. قبلَ التعريفِ بهذِهِ الفلسفةِ التي ولَّدَتْنهضةً قوميّةً عظيمةً كانَ لها أثرُهَا الواضحُ في المشرقِ، لا بُدَّ لنا منَ التحدّثِ بعضَ الشيءِ عنْ سعاده الفيلسوفِ وعنِ العدةِ المهنيّةِ التي استعانَ بها ليُنتجَ فلسفتَهُ الجديدةَ:
أنطون سعاده، أيهاالحاضرونَ المحترمون، كانَ موسوعةً جليلة في الفكر ِ‏والثقافةِ والأدبِ وكانَ كاتباًغزيرَالإنتاجِ تميَّزَ بالدّقةِ‏ والتحليل ِوالإبداع ِو‏نشأ على حبِّ اللغاتِ فبرزَ مثقفاً منَ الطرازِالرفيعِ ومطلعاً بعمقٍ على علوم شتَّى ‏وعلى فلسفات وتياراتٍ فكريّةٍ ورسالاتٍ دينيّةٍ وحضاراتٍ إنسانيّةٍ‏ وفنونٍ متنوعةٍ وكانَ لهُ فيها نظراتٌ عميقةٌ وصريحةٌ جداً. كمَا برزَ أديبا ًوناقداً مُبدعاً وصاحبَ رسالة ٍ‏أدبيّةٍ إنسانيّةٍ خالدةٍ تدعو للتجديدِ في الأدب والشعور والحياة ولإنتاجِ أدبِ الحياةِ الرفيعِ. وقد ‏تجلَّى إبداعُه ُفي أبحاث ٍومقالاتٍ نقديّةٍ عالج َفيها موضوعَ الأدبِ‏من ْأساسِهِ مُتعرِّضًا لحالةِ الفوضى السائدةِ في الساحةِ الأدبيّةٍ ومنتقد الطائفة ٍكبيرةٍ من الأدباءِ ‏والشعراء ِوالكُتَّابِ الصّحافيين َالمعروفين َفي الساحةِ الأدبيّةِ في ‏سورية وفي العالمِ العربيّ.
وتجلََّتْ‏ عظمةُ هذاالرجلِ الثقافيّةُ في النتاجِ الفكريّ ِالضخم ِالذي تركَهُ للأمَّةِ والذي تضمنَ منظومةً منْ الأفكارِ والآراءِ العميقة ِفي ‏الفلسفة ِوالاجتماع ِوالاقتصاد ِوالسياسة ِوالدين ِوالأدبِ والموسيقى ‏وغيرِهَا من ْميادينِ الفكرِوالعلم ِوالفنونِ.
وآمنَ سعاده بالعلمِ والعقلِ ‏الشرعَالأعلى والشرعَ الأساسيَّودعَا إلى استخدامِ العلومِ ومواكبةِ عصرِ الإختصاصِ ‏الراقِي الذي نعيشُ فيه.‏ وبرأيهِ "إذا قصَّرَ بعضُ شعبِنا عنْ هذِهِ المواكبةِ فعلىالمتعلّمينَ ‏ألاّ يتعامَوْا عنْ "قوّةِ الحقائقِ العلميّةِ.."‏ فالعلمُ برأيهِينقذُنا منَ السذاجةِ، وبخاصةً في ‏القضايا الاجتماعيّةِ السياسيّة.
وسعاده اعتمدَ المنطقَ الزينوني وقوانينَهُ واستندَ إلى الحقائقِ العلميّةِ والأدلّةِ القاطعةِ وإلى ما ‏توصلَتْ إليهِ دراساتُ العلماءِ وأبحاثُهُمفي مختلفِ المجالاتِ. ومنْ يقرأْ ‏كتابَهُ العلميَّ:"نشوءُ الأممِ"، على سبيلِ المثالِ، يُلاحظْ أنَّهُاعتمدَ المناهجَ العلميّةَ واستمدَّ الحقائقَ الاجتماعيَّةَ منْ ‏دراساتٍ وأبحاثٍ قرأَهَافي لغاتٍ أجنبيّةٍ لعلماءِ الجيولوجيَا ‏والجغرافيَا والانتروبولوجيّةِ والآثارِ والتاريخِوالفلكِ وغيرِهم.وفي كتابِهِ "الإسلامُ في رسالتيه" يُوضِحُ سعاده أنَّهُ وضعَ أطروحتَهُ منْ أجلِ مُحاربةِالتدجيلِ العلميِّ والتدجيلِ ‏الدينيِّ والاستهزاءِ بالتعاليمِ على الإطلاقِ، سواءَ أكانَتْدينيّةً أمْ ‏غيرَ دينيّةٍ..."
وسعاده الفيلسوف شدّدَعلى قاعدةِ الوضوح ِوالانضباطِ الفكريِّ والتشديدِ اللفظيِّ و"اجتهد َكيلا يبقى كلامُه مطلقاً،‏بدونِ شواهدَ واضحةً. قرأَ ‏الكُتبَ الأجنبيّةَ والعربيّةَ بتعمُّقٍ، وسفّّهَ بعقلِهِ العلميِّ الواقع يِّالمغالطةَ والتفكيرَالعامّيَّ المنحطَّ‏ الخالي َمنْ كل ِثقافة ٍودراسة ٍصحيحةٍ. كما سفّّهَا لتأويلاتِ السطحيّة والأحكام َ‏الغامضة َوالتعاميمَ المطلقةَ والآراءَ المُضللةَ المرتكزةَ على الوهم ِ‏والخيال ِوالتعصُّب وقدَّمَ لنا التعاريفَ الواضحةَ والتحديداتِ الدقيقةَ ‏والنتائجَ المُنسجمة والمُترابطةَ والمُستندةَ على أسسٍ علميّة ٍ‏وواقعيّةٍ. وباختصارٍ نقول ُأنّ سعاده كانَ صاحبَ تفكيرٍمنهجيّ ٍوكان منطقيًّا في أفكارِهِ وخلاّقًا برؤيتِه ِ‏وواضحًا بمفاهيمٍهِ وآرائِهِ.
هذاالرجل ُالزعيم ُالمعبِّرعن حقيقة الأمة وتطلعاتها والذي عاشَ كلماتِه ِوجسَّد َالمثل َوالمناقبَ ‏في ذاتِه ِوفي مسيرةِ حياتِهِ،هذا القائد الجريء الذي تمتّعَ بنفسٍ كبيرة ٍ‏في إيمانِه َاوحبِّهَ اوإخلاصِه َاوغنيّةٍ في أحلامِه َاالكبيرةِ ورغائبِهَ ا‏العاليةِ، هذا المعلم – القدوة الذي خاطب أجيالاً لم تولد بعد شقَّ الطريقَ لحياةِ الأمّة بالمبادىءِ الجديدةِ التي وضعَهَا والتي كوّنت فلسفةَ نهضةِ الأمّةِ ماديًّا وروحيًّا. هذه الفلسفة المدرحية التي ترى أنَّ أساس َالارتقاءِ الإنسانيِّ هوأساسٌ ‏ماديٌّ روحيٌّ هي فلسفةُ التفاعلِ الموحَّدِ الجامعِ لقوى الإنسانيةِ القائلةِ بتعاونِ المادّةِ والرّوحِ في كلِّ معركةٍ إنسانيةٍ غايتُها تحسينَ الحياةِ وتجويدَهَا.
والحقُّ نقولُ، إنَّ المدرحيةَ لا تعنى بالماورائيّاتِ ولا تقدِّمُ نظرياتٍ مجرّدةً وتصوّراتٍ خياليّةً أو افتراضيّةً بلْ هي فلسفةٌ وجوديّةٌ صراعيّةٌ عمليّةٌ تصّبُ اهتمامَهَا على الوجودِ وقضاياهُ وتسعى لتحقيقِ الحياةِ الحرّةِ الجميلةِ، حياةِ العزِّ والخيرِ والشرفِ والانتصارِ.فهي فلسفةٌ غائيةٌ لحياتِنَا القوميّةِ لأنَّهَا تبغي خروجّنَا منَ التفسّخِ الروحيِّ والبلبلةِ الفكريّة ِوالتمزّقِ الاجتماعيّ والشك ِوالفوضى إلى حالةِ الوحدةِ والوضوحِ والجلاءِ واليقين ِوالثقةِ بالنفسِ. وهي دعوة ٌللحداثةِ لأنَّهَا تبغي تأسيسَ عقليّةٍ أخلاقيّة جديدةٍ وبناءَ الإنسانِ الجديدِ في فكرِهِ وشعورِهِ، الإنسانِ - المجتمعِ الذي يعملُ لخيرِ مجتمعِهِ ورقيِهِ والذي يرفُضُ الاستزلامَ والعيشَ الذليلَ ويحيا لقضايا الحياةِ العاليةِ وغاياتِهَا العظيمةِ. وهي دعوةٌ للعصرنةِ لأنَّها تبغي الإصلاحَ الحقيقيَّ لا الشكلي، إصلاحِ النفوسِ وتحريرِهَامنالمساوىءِوالأهواءِ والنزواتِ‏الفرديّةِ وبناءَ الدولةِ العصريّةِ الديمقراطيةِ المنبثقةِ عنْ إرادةِ الشعبِ التي تُساوي بينَ كلِّ المواطنينَ في الحقوقِِ والواجباتِ.. وهي دعوةٌ للبناءِ لأنَّهّا ترفُضُ حالةَ الفسيفساءِ والانقساماتِ النفسيّةِ والاجتماعيةِ في حياتِنَا وتريدُ بناءَ المجتمعِ القوميِّ الاجتماعيِّ الجديدِ المتحصّنِ بوعي أبنائِهِ ووحدتِهِم والخالِ منَ الظلمِ والتعسُّفِ والجهلِ والانحطاطِ الأخلاقيِّ ومنْ ثقافةِ التعصُّبِ والخوفِ والتقوقعِ والانغلاقِ وكلِّ أشكالِ التفرقةِ والانقساماتِ.
والمدرحيةُ هي فلسفةٌ لمصلحةِ الإنسانيّةِ وعمرانِهَا لأنَّها ُتعبِّرُ عنْ حاجاتٍ إنسانيّةٍ عامّةٍ وتقدِّمُ رؤيةً حضاريّةً جديدةً لإنقاذِ ‏العالمِ منْ تخبُّطِهِ و"لإعادةِ النبوغِ السوريِّ إلى عملِهِ في إصلاحِ المجتمعِ الإنسانيِّ وترقيتِهِ".
وهذه الفلسفةُ القائمةُ على الولاءِ للمجتمعِ وعلى الحبِّ لهُ لا تعترِفُ بالدجلِ والتكاذبِ والرياءِ ولا بالبُغضِ والحقدِ والضغينةِ أساسًا للحياةِ. بلْ هي تُنادي بالتسامحِ القوميِّ وبالمحبّةِ القوميّةِ الصافيةِ وتعملُ للوحدةِ والألفةِ والوئامِ بينَ أبناءِ المجتمعِ الواحدِ. فهي تدعونَا لأنْ نكونَ طغاةً على الأنانيةِ القبيحةِ والمفاسدِ الاجتماعيّةِ وحربًا على الحزبياتِ الدينيّةِ والتعصبِ الطائفيِّ لأنَّ المجتمعَ يهلَكُ بالطائفيةِ ويحيا بالآخاءِ القوميِّ.
والفلسفةُ القوميّةُ الاجتماعيّةُ التي تدعونا للإيمانِ الُمطلقِ بحقيقتِنا الجميلةِ وتؤكّدُ أنَّ في النفسِ السوريّةِ أجملَ المثلِ العليا، هذه الفلسفةُ الأصيلةُتزرعُ في نفوسِنَا الوجدانَ والأملَ والإيمانَ وفيضًامن الحبِّ الذي يُغني الذاتَ بالسعادةِ والنبلِ والوفاءِ ويمنحُهَا القوّةَ والقدرةَ على الخلقِ والإبداعِ. يقولُ سعاده: "إذا اضمحلَّ الحبُّ فماذا يبقى من الحقيقةِ؟ ويقولُ أيضاً: "متى وجدَ الإنسانُ الحبَّ فقدْ وجدَ أساسَ الحياةَ والقوّةِ التي ينتصرُ بها على كلِّ عدوٍّ ". هذا الحبُّ الذي بِهِ وحدَهُ يحيا الإنسانُ وتُبنى الأوطانُ لا يراهُ سعاده خدودًا ونهودًا وشهواتٍ بلْ يراهُ حبًّا مدرحيًّا ساميًا إذا قرّبَ فمًا إلى فمٍ سكبَ نفسًا في نفسٍ، هو حبُّ النفوسِ الجميلةِ المؤمنةِ التي تشتركُ في فهمِ جمالِ الحياةِ، هو حبُّ النفوسِ المصمّمةِ على الوقوفِ معًا في تحقيقِ غاياتِهَا ومطالبِهَا العُليا في الحياةِ، هو حبُّ الأرضِ والمجتمعِ والإنسانِ، حبُّ العملِ والبناءِ، حبُّ العطاءِ والتضحيةِ حتّى الفداءِ، حبُّ العزّةِ والحياةِ الحرّةِ الشريفةِ، حبُّ الموتِ متَى كانَ طريقًا للحياةِ.
ختامًا، نقولُ أنَّ سعاده الفيلسوفَ لم يأتِنَا بالخوارقِ والمُعجزاتِ ولم يأتِنَا بتعاليمَ فيها أباطيلُ ومبالغاتٌ، بل أتانَا مؤمنًا بالحقائقِ الراهنةِ التي هي نحنُ. جاءَنَا بالعقيدةٍ القوميّةِ الاجتماعيةِ المناقبيّةِ ودعَانَا لنشقَّ طريقّ الحرّيّةِ والحياةِ لأمَّتِنّا العظيمةِ الجديرةِ بالخلودِ والمجدِ. فإليكُمْ نقدِّمُ هذهِ العقيدةَ وندعوكُمْ لتبنُوْا معَنَا المستقبلَ بالعقلِ والعلمِ والمعرفةِ والانفتاحِ ليكونَ لنا وطنٌ جميلٌ فيهِ الخيرُ والبحبوحةُ والحبُّ والجمالُ وفيهِ النورُ والدفءُ والخصبُ والحياةُ.
*
كلمة الاديب سركيس كرم باللغة الانكليزية

"There is no greater satisfaction than in the task of promoting knowledge and spreading enlightenment through the launch of a book which contains the thoughts and vision of inspiring leaders. Today, we witness the launch of an extremely important book by Edmond Melhem whose tremendous work and impressive research to further explore and analyse the ideology and philosophy of Antun Sa'adeh confirms the sustainment of cultural wealth and creative talent that prevails within the ranks of the Syrian Social Nationalist Party.
Sa'adeh said in 1935 "I organized the party in the fashion that focuses on the quality of each recruit." Clearly, the quality of recruits is in evidence with the number of scholars and thinkers like Edmond Melhem who have distinguished the SSNP with the presence of an abundant assembly of intellects. The constant release of publications, analytical journals and literature which tackle various social and national issues reaffirm the Sa'adeh inspired culture.
I must admit that Edmond Melhem's book has given me a chance to discover in depth the philosophical thought of Sa'adeh and to view Sa'adeh's legacy with a slightly different perspective. For a 45-year old, born on 1st of March 1904 and blatantly assassinated on the 8th of July 1949, Sa'adeh left an enormous legacy that could not only redeem the nation if embraced and implemented properly, but would also establish a solid humanitarian platform for a better present and even a better future.
During his lifetime, with his sharp intellectual talent, unwavering national principles and exceptional leadership qualities, Sa'adeh represented a worrying dilemma to ignorant and in many cases corrupt politicians; thus it was not surprising to learn that they were relieved to see him executed and eliminated from the political scene as quick as was then possible. This trend of dreaded thinking continued after Sa'adeh and was carried out in various forms against members of his party. One of the main anti-Sa'adeh aims was to distort his image, his national drive and his social ambitions whether in Syria, Lebanon or the rest of the world. By publishing this book in English, Edmond Melhem succeeds in his quest to clarify certain issues in relation to Sa'adeh to the confused and often misinformed English speakers especially the Anglo-Saxon. This book drastically rectifies the situation by providing a well-documented and researched reference through which the ideas of Sa'adeh will certainly pave the way for clearer and more comprehensive mode of understanding among Western writers and readers.
Although, I am not here to engage in the debate on whether Sa'adeh was an ideologue or was a philosopher, I would be more than willing to disagree with those determined to fully restrict Sa'adeh's vision to constricted dimensions. I would rather declare him a universal visionary with a solid commitment to establish and preserve an obvious Syrian national renaissance capable of producing intellectual and national independence. The publication of Melhem's book in particular in English tend to take Sa'adeh's vision away from the narrowed viewpoint and into a new worldwide dimension without undermining the core of Sa'adeh's Syrian national drive.
According to Melhem on page 144, "The Ten Lectures," which contains Sa'adeh's speeches, has become a reference and the teaching book for the SSNP. This teaching book outlines the principles of the party and Sa'adeh's motives to form it. The basic characteristics of Sa'adeh's national ideology are summed up as such: a national and social ideology that seeks to unify the fragmented Syrian nation, a rational secular ideology that advocates a complete process of secularism, an authentic ideology rooted in the heart of Syrian life, a futuristic ideology for a better future and a humanistic ideology with a mission to guide other nations of the world and to carry the peace, prosperity and creativity. The humanistic ideology consolidates beyond doubt the universal outlook of Sa'adeh.
Sa'adeh focused on combining national consciousness and social duties to produce dynamic and progressive secular society. Such a drive could well be endorsed by any society anywhere in the world. His views on politics reflected a revolutionary concept. "Politics for the sake of politics could not possibly constitute a national act," he declared. A universal leader is one who envisages a set of ideals that could be embraced by people all over the world. Sa'adeh was certainly of that unique calibre. He was a writer, a thinker, a visionary, an advocate of moral values and a brave nationalist leader. Secularization was a key factor in his ideology. Sa'adeh listed the secular concept as number one when outlining his reform principles when he announced: "I also laid down a number of reform principles, namely, the separation of religion from the state, turning production into an infrastructure for the distribution of wealth and labour, and the establishment of a strong army that can play an effective role in determining the destiny of the nation and the homeland."
Edmond Melhem examines Sa'adeh's national concern to develop among his people a sentiment of nationality or as he said "to awaken the national consciousness of his compatriots." Melhem notes that "like many national ideologues and leaders, Sa'adeh assumed the role of national educator to instil in his people a sense of being a nation with great history, bound together by certain special attributes. Melhem stresses that the geographical environment constitutes an integral part of Sa'adeh definition of a nation. Sa'adeh agreed with Pascal Mancini that the "nation is a natural society" while he saw "the geographic environment is as essential for the life of the community or society as the earth is for life." Sa'adeh placed obvious importance on the building of a viable, solid and superior nation by the commitment of well-educated nationalist society. Such a nation would enjoy real independence in every respect and would cease to be under the hegemony of foreign powers.
Throughout the book which is written in a flowing elegant and academic style, Edmond Melhem underlines the essential chapters of Sa'adeh's life and ideas; his background, character, writings, national ideology, thoughts, literature and impact. Every chapter reinforces the universal leadership attributes of Antun Sa'adeh still very much relevant for today's world. On page 289, Melhem sheds light on Sa'adeh's "Islam in Two Messages" in which he explains the essence of religion and promotes the unity of Christianity and Islam. The "Impact" is another important chapter which ascertains that Sa'adeh's impact was not strictly political, but rather influenced key aspects of social culture. The chapter displays the impact of Sa'adeh's school of thought on literature and leading writers such as Adonis, Yusuf al-Khal, Khalil Hawi, Said Taqi al-Din, Salah Labaki, Muhammed al-Maghut and others. Sa'adeh's impact also influenced Arab art, music and theatre.
Edmond Melhem concludes his extremely valuable book by saying: "Antun Sa'adeh was the creator of a national renaissance that aimed to eliminate reactionary and backwards social mentalities, and inspire people with a sense of national consciousness, through which they would strengthen their national unity and put an end to their division and miseries." With his latest work, Melhem proves once more that Sa'adeh's thoughts are well and truly alive and often invigorated through loyal nationalists like him. Out of this context, the SSNP will remain a standout in as far as preserving and promoting Sa'adeh's legacy via cultural and inspirational means in order to advance the nation.
Finally, I extend sincere congratulations to Dr Edmond Melhem and may he continue to produce similar brilliant work in the future."

هناك تعليق واحد:

  1. The Best Casino Games For Mobile | Dr.MCD
    Playing with 군포 출장안마 your smartphone is very exciting but not the 성남 출장샵 only part. It's also a 안동 출장샵 lot easier to 사천 출장마사지 learn. 과천 출장마사지 With the best software and features, you can play

    ردحذف