الرفيق محمد علي شماع، الوجه القومي الاجتماعي المضيء في صيدا، تكلم عنه كثيرون في حفل تكريم كان اقامه له عدد كبير من المؤسسات والجمعيات الفاعلة، وسيتكلم عنه كثيرون بفعل ما كان عليه من حضور مشعّ، على الصعيد القومي الاجتماعي، كما في مدينته صيدا.
أحد رفقائه الذين عرفوه جيداً، وكان من اكثر المقرّبين اليه، رغب ان يسطّر شهادة وفاء الى رفيق كان وفاؤه الى حزبه والى مجتمعه مضرب مثل، وتقدير الجميع.
فشكراً للرفيق حسن مرتضى، أحد قلاع الحزب في صور، وذي التاريخ القومي الاجتماعي الناصع نضالاً ومناقبية.
ما احـب يومـاً الحديـث عـنه طـوال ايـام حياتـه...
الرفيق الاديب حسن مرتضى
فهل يسمح لنا الآن ان نتحدث عنه بعد رحيله.. ولا أقول غيابه.. لأن امثال هذا الانسان المختلطة طينته بطينة القدسيين هيهات ان يغيب عن ضمير ابناء مجتمعه بعد أن ترك في كل زاوية من زواياه مآثر تبقى حديث الناس ومرويات عطاءاته.
محـمد علـي الشـماع....
ايقونة قداسه رسمها الالتزام بمبادئ وعقيدة وقيم فجرت في نفسه ينبوع عطاء لم يتوقف عن ضخ معانيه طوال ايام حياته.
فكان في مختلف مواقعه مسؤولاً ادارياً في حزبه ومسؤولاً مميزاً في الكثير الكثير من نوادي ومنتديات العمل الخيري والرعائي في مدينته، خير مثل للإنسان الملتزم والحركة التي لا تهدأ ولا تستكين الا وقد أكملت واجبها على افضل طريقة، وكان في محيط بيته يلتزم قسمه... وكم كانت تسكره تلك الوقفة العسكرية لأحفاده وهم يرفعون يمينهم زاوية قائمة وهم يهتفون تحيا سوريا...
ولا يكتفي كما يلزم قسمه بتقديم المساعدة للمحتاجين من الرفقاء بل يتجاوزه ويقدم المعونة والمساعدة لجميع من قصده من المحتاجين.
اذكر اولى ايام معرفتي به حين كنا على مقاعد الدراسة في صيدا.
كيف جمع رفاق صفه في حفل تكريمي لزميل لنا حصل على علامات مميزة في امتحانات نهاية السنة الدراسية مع انه لم يكن من رفقائه القوميين وقدم له في نهاية الاحتفال مغلفاً يحتوي على مبلغ مائة ليرة كانت تكفي في ذلك الحين لينتقل ذلك الطالب الفلسطيني او الجنوبي كما يسمونه في حزبه الى احدى دول الخليج. ليلتقي به بعد اعوام، وقد امسى مديراً مسؤولاً في احدى الشركات الكبرى هناك، حينما كان مع مجموعة من الناشطين في احدى المؤسسات الخيرية يجمعون التبرعات لإنشاء دار للأيتام، كم كانت مفاجأتهم عظيمة حين فتحوا المغلف الذي قدم لهم ذلك المدير بعد ان عانقه بحرارة زميله القديم محمد علي الشماع وتذكر ذالك المغلف الذي اوصله الى مركزه هذا، اذ كان يحتوي على شيك بمبلغ يتجاوز قيمة جميع ما كانوا قد جمعوه.
وماذا تراني اذكر من مآثر الرفيق محمد علي
فطوال رفقتي ومرافقتي له كانت عطاءاته ترافقه في جميع حركاته وسكناته.
اذكر مرة ونحن نعبر احد شوارع مدينة صور كيف استوقفني فجأة ليقترب من كهل كان منحنياً على مستوعب لنفايات كان يبحث عن شيء فيه ينتفع منه فيدس في جيبه ورقة نقدية قائلاً له لا تواخذني يا عم فقد وقعت منك هذه الورقة وانت تنحنى.
واستعجلني للإبتعاد عنه قبل ان يصحو الرجل من المفاجأة.
هذه بعض ملامح من حياة الرفيق محمد هذا الانسان الذي لا تجد على جدران منزله اي اثر لتلك الشهادات والتنويهات والميداليات التي اغدقت عليه في مسيرته النضالية والاجتماعية.
الرفيق محمد علي كان طوال ايام حياته هاوي عطاءات يعطي من سأله ويعطي من لم يسأله.
كانت الحياة عنده وقفة عز فقط فلم يحني هامته يوماً حتى في الايام العصيبة ولم يتراجع عن موقعه في الحزب في اشد الساعات حرجاً وخطراً.
فبقيت الحرية والواجب والنظام والقوة شعاراً له وايماناً، والتصدي لقوى الانعزالية والطائفية والاقطاعية موقفاً لا يحيد عنه، والايمان العميق بأننا سنبقى الامل والرجاء للعبور بأمتنا من جميع هذه المنزلقات الخطرة التي تواجهها الى الغد الافضل والى فجر لا غسق بعده.
هذا هو الانسان الجديد الدي بشّر به سعاده وراهن على امثاله لتحقيق اعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
الأربعاء، 6 أبريل 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق