الجمعة، 4 مارس 2011

الرفيق لويس كباش

سنديـانة قومـية اجتمـاعية فـي التـشيلـي


في أكثر من نشرة سابقة تحدثنا عن الرفيق لويس كباش، وهو مؤخراً منح وسام الثبات بعد ان كان منح وسام الواجب بتاريخ 27/11/1990. منذ ايام قام أحد رفقائنا المميزين بزيارة تفقدية للرفيق لويس كباش، وكانت منه هذه الرسالة مع الصور المرفقة.
وأخيراً تمكنت من زيارة الرفيق لويس كباش في منزله في مدينة Vina del Mar الذي وصلته عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً.
عند دخولي الباب رأيت رجلاً أنيقاً جالساً على كنبة في مقابل منظر البحر الجميل، حاول أن يقف إلا أنه عجز للوهلة الاولى، كرر مراراً المحاولة رافضاً إلحاحي عليه بالبقاء جالساً...
على بذلته من جهة القلب زر علم الزوبعة متربعاً بفخر واعتزاز على صدره الكبير.
السنون فعلت فعلها في وجهه النابض بالحياة فظهر كمن خاب ظنه عما كان يعتقد أنه ماض لن ينتهي، إلا أن سوداوية العمر والمرض لم تحل دون إعادة الحيوية الى عروق تبدو في حالة صراع لا يستكين مع شلل نصفي حوّل لويس من مناضل حَرِك الى مناضل يجرّ نفسه جراً نحو معركة الصمود.
فالزيارة بالنسبة اليه كانت بمثابة دفعة من المعنويات النادرة وحقنة من الذكريات الحالمة تفجرت في ذاكرته عند رؤيته لي أعانقه قائلاً: "أتيتك باسم القومية الاجتماعية باحثاً عنك باصرار بعد رحيل جيل من القوميين في هذه البلاد".
اللقاء كان ممتعاً جداً تحدثنا فيه مطولاً عن الحزب في الوطن وفي تشيلي.
الارشيف الذي كان لديه أتلفه كما قال لي "خشية من موت مفاجئ وبالتالي ضياعه أو وقوعه في ايد غير عائلته".
مؤلفاته أكثرها اشعار باللغة العامية لم يحتفظ منها الا بالقليل القليل والباقي بات يرقد رفوف مكتبة النادي العربي في Vina del Mar.
مفوضية تشيلي كانت من انشط الفروع الحزبية خارج الوطن إنما بدأ أعضاؤها يموتون الواحد تلو الآخر ولم يبق منهم الا إياه.
تحدثت معه عن ابناء الرفقاء وشرحت له اهمية إعادة احياء المفوضية رويداً رويداً والبدء بلقاء أولاد الرفقاء في منزله أو في اي مكان آخر على ان تشرف على هذه اللقاءات الرفيقة تمارا للي إذ تحضر من الارجنتين، وبمعيتي.
رحب كثيراً بالفكرة وأظهر استعداداً لدعوتهم ومباشرة حوارات عقائدية قد تتعمق وتتوسع لينتج عنها، ان لم يكن مفوضية، فعلى الاقل، حالة قومية اجتماعية قد تتطور لاحقاً وتنتقل من حالة الى مؤسسة ناشطة وفاعلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق